2760
شهدت ساحة جامع الفناء الشهيرة بمدينة مراكش مساء الخميس 12 يونيو الجاري، حادثًا خطيرًا كاد أن يتحول إلى كارثة إنسانية، بعد أن اندلع شجار عنيف داخل إحدى حلقات الملاكمة الشعبية، انتهى بإصابة شاب بجروح غائرة على مستوى الرأس، نتيجة الاعتداء عليه بواسطة مطرقة حديدية.
الحادث وقع في خضم عرض ترفيهي، وخلّف حالة من الذعر والفوضى بين الحاضرين، خصوصًا في ظل التجمهر الكبير الذي تعرفه الساحة، ما استدعى تدخلًا أمنيًا عاجلًا بقيادة نائب رئيس المنطقة الأمنية ورئيس الدائرة الأمنية وبعض العناصر، وهو ما ساهم في تفادي تفاقم الوضع وحدوث خسائر أكبر.
وقد أصيب أحد الشبان بجرح غائر تطلب رتقه بـحوالي 14 غرزة، وتم نقله لتلقي العلاجات الضرورية، فيما جرى توجيه مراسلة للسلطات المحلية لاتخاذ التدابير اللازمة.
وعلى إثر هذه التطورات، أصدرت السلطات المحلية قرارًا بإغلاق الحلقة المعنية لمدة 45 يومًا، في انتظار استكمال التحقيقات الأمنية والإدارية.
وفي سياق متابعة الملف، تم مساء السبت 14 يونيو الجاري توقيف الطرف الثاني في الشجار، حيث تم وضعه رهن تدابير الحراسة النظرية، بتعليمات من النيابة العامة المختصة، في إطار استكمال البحث وتحديد المسؤوليات.
إلا أن هذا القرار بالإغلاق المؤقت أثار موجة من الاستياء وسط عدد من الفعاليات المهنية داخل ساحة جامع الفناء، حيث اعتبره البعض غير مناسب مع خطورة الحادث، خصوصًا أن الواقعة كادت تتسبب في فاجعة، متسائلبن عن “سبب عدم اتخاذ إجراءات أكثر صرامة، خاصة أن حالات أقل خطورة أدت سابقًا إلى سحب نهائي لرخص بعض الحنطات”.
وطالب عدد من المهنيين بـتعامل متوازن وعادل مع جميع الأنشطة داخل الساحة، مع مراجعة معايير منح التراخيص، وتشديد الرقابة على الحلقات الترفيهية، بما يضمن سلامة الزوار وسمعة الموقع الذي يُعد من أهم الرموز الثقافية والسياحية للمغرب.
وتؤكد هذه الواقعة على ضرورة إعادة هيكلة وتنظيم الفضاءات العمومية بشكل يحترم التراث من جهة، ويضمن الأمن والانضباط من جهة أخرى.