آخر الأخبار

شارع حمان الفطواكي: حين تلتقي الفخامة العالمية بالحفر الوطنية

في قلب مدينة مراكش، حيث تتشابك عراقة التاريخ برفاهية الحاضر، وُلد شارع حمان الفطواكي ليكون ممر الملوك والنبلاء، لا شارع الحفر والمطبات ! هذا الشارع الذي يبدأ من فندق المامونية، أيقونة الفنادق العالمية، ويمر بجانب حدائق الكتبية الغنّاء ليقودك مباشرة إلى صومعة الكتبية الشامخة، كان من المفترض أن يكون أشبه بسجاد أحمر مفروش تحت أقدام السياح ذوي الخمس نجوم. لكن الواقع… للأسف، أكثر شبهًا ببطانية مرقّعة في فصل شتاء بارد!

فقد شهد الشارع “إصلاحات” حديثة – أو هكذا قيل لنا – رافقتها زيارة ميدانية مهيبة من طرف العمدة بتاريخ 25 يوليوز 2023، حيث تصدرت صورها وهي تتفقد الأشغال صفحات الفيسبوك والإنستغرام، ورافق الزيارة وعود براقة بأن الشارع سيتحول إلى درة الممرات السياحية. غير أن ما لم يخبرونا به هو أن هذه الأشغال كانت تحمل “تاريخ انتهاء صلاحية” لا يتعدى سنة ونصف!

اليوم، وبعد هذا الزمن القصير نسبيًا، عادت الحفر إلى سابق عهدها، وكأن الشارع لم يمر بورش بل مر بعاصفة. في المقابل، إذا ألقينا نظرة خفيفة أمام بوابة فندق المامونية، سنجد أن التهيئة التي أشرف عليها الفندق منذ سنوات لا تزال صامدة، أنيقة، خالية من التشققات، وكأنها تتحدى الزمن… وربما تتحدى أيضًا صفقات الجماعة.

الفرق واضح: فندق المامونية لا يعتمد على “المراسلين التقنيين” ولا على “تأشيرات مكتب الدراسات المجهولة الهوية”، بل يعرف أن السياح لا يحبون أن تهتز عرباتهم فوق الحفر، خاصة عندما يدفعون آلاف الدولارات لقضاء ليلة واحدة.

 

أما الجماعة، فربما ترى أن السياحة ليست أولوية، أو لعل الغياب المتكرر للسيدة العمدة عن المدينة يجعلها تعتقد أن الشوارع لا تُستهلك… ما دامت لا تمرّ منها!

السؤال البريء (أو الساخر جداً) الذي يطرحه المواطن والمقيم والسائح على حد سواء : هل ستُفتح تحقيقات في هذه الأشغال السريعة الذوبان؟ أم أننا سنُترك نعيش التجربة المغربية الفريدة : حفر فاخرة على طريق الفخامة .