آخر الأخبار

سيد التّيجي الدغوغي بدكالة

حسَن الرّحيبي 

أبو محمّد تيلجي ابن موسىٰ الدّغوغي، من كبار المَشايخ من أهل بني دغوغ من دكّالَة وبه مات عام خمسة وستمائة (605 هجرية الموافق لسنتي 1208/1209 ميلادية أي العصر المُوّحدي) . وقد عُمّر مائة سنة وعشرين سنة (120 سنة) . وكان واعظاً برباط شاكر (سيدي شيكر) . في وقت لا يصعد منبر جامع شاكر إلّا الآحاد . سمعت داود بن عبد الخالق يقول : حضرتُ أنا وجَماعة من المُريدين عند أبي محمّد تيلجي . فتكلّمنا في الوصَال وكم يقدر الإنسان أن يواصل ؟ فأنكر بعضهم أن يوَاصل الإنسان مدّةً طويلة . فقال أبو محمّد (تيلجي) : أعرف عبداً من عباد اللّه يواصل سنة . فسكتنا ولم يجتريء أحد أن يقول له : من هذا ؟ فكنت أقول : إذا زرته سألته عنه . فكلّما زرتُه نسيت أن أسأله . فإذا خرجت من عنده تذكّرت . وما زلت كذلك ألى أن مَات . رحمه اللّه ولم أسأله . قال داود : وحدّثني أبو محمّد (تيلجي) قال : طُلبت في أيام عتاب طلباً شديداً ولو وُجدتُ لقُتلت . ففررتُ في يوم صَائف إلى خيمة . فقعدتُ فيها ودابّتي واقفة عند باب الخيمة وإذا فُرسان قد اقتفوا أثري ، فجاءوا إلى الخيمَة ، فنظروا إليها فلم يرَني واحد منهم ولا رأىٰ دابّتي . فسمعتهم يقولون : ما لهذه الخيمة رحل عنها أهلها ؟
وحدّثني محمّد بن جلداسَن قال : حدّثني محمّد بن تيلجي(ابنه) أن أمّه حدّثته قالت : رأيت باللّيل شخصاً دخل إلى أبي محمّد ، فأيقظه من نومه ودفع إليه سطلاً فتوضّأ منه . قالت : فرأيت حيواناً كأنّه ناقة بيضَاء قد أتته ، فركبها فعلَت به سقف الدّار وسارت به وأنا أبصرها . فلمّا حدّثت بذلك خرَست(زنزنت) ، فلم تتكلّم فأقامت مدّة قليلَة فماتت ..