آخر الأخبار

سياسي مشبوه يعطي الدروس لشباب GenZ212

في مشهد أقرب إلى المسرحيات الهزلية، خرج علينا أحد السياسيين المعروفين بفساده، ليعطي الدروس والمواعظ لشباب حراك GenZ212. شباب خرجوا إلى الشارع يطالبون بأبسط الحقوق: الصحة، التعليم، والكرامة.

لكن هذا السياسي المسكين نسي أو تناسى أن هؤلاء الشباب رفعوا أيضاً شعاراً أوضح من شمس النهار : إسقاط الفساد ورموزه … وأمثاله أولهم .

من “بلا صباط” إلى فيلات ماربيا و قصور تاركة

المضحك – أو المبكي – أن الرجل لم يكن قبل دخوله عالم السياسة يملك حتى صباطاً (حداءً) يسير به  . وها هو اليوم، بعد أن تفتحت له أبواب الريع السياسي، صار يتنقل بين الفيلات المنتشرة في مدن المغرب، وصولاً إلى الفيلات الفاخرة في مدينة ماربيا الإسبانية و قصر بأحد ارقى أحياء مراكش، وكأن السياسة عندنا هي “أسرع طريق إلى الثراء الفاحش”.

نخيل على المقاس… بميزانية ضخمة

وإذا كان هذا السياسي قد يقرر أن يتبرع ببعض أشجار النخيل الكثيرة في قصره و التي جلبها من بني ملال إلى شوارع مراكش، فهذا قد يمحو حقيقة أن المجلس الجماعي اضطر لرصد ميزانية خيالية تجاوزت 65 مليون درهم فقط لتجميل المساحات الخضراء. أليس الأجدر بهذه الأموال أن تذهب إلى المدارس والمستشفيات بدل أن تُهدر في عمليات “ماكياج حضري” لا تسمن ولا تغني من جوع ؟

من الفشل الدراسي إلى “تسيير جماعات ترابية”

المفارقة الكبرى أن شباب الحراك يعلمون جيداً أن كثيراً من هؤلاء السياسيين لم ينجحوا حتى في مسارهم الدراسي أو المهني البسيط. بعضهم فشل في أن يكون معلماً أو موظفاً عادياً، فإذا بهم بعد دخولهم السياسة يصبحون “زعماء” يسيّرون جماعات ترابية بحجم دول صغيرة. أي منطق هذا؟ وكيف يُطلب من شباب واعٍ ومتعلم أن يثق في سياسي لم يعمل يوماً في حياته كمحام لم يدخل قط قبة محكمة أو طبيب لم يحمل يوما مقص العملية ، لكنهم فجأة أصبحوا يتحكمون في مصائر الناس؟

الخلاصة الساخرة

شباب GenZ212 لا يبحثون عن محاضرات أخلاقية من سياسيين فاسدين، ولا عن خطابات فارغة من شخصيات انتفخت ثرواتها بفضل الكراسي والمناصب. هذا الجيل ببساطة لم يعد يطيق “الزعماء من ورق”، أولئك الذين يريدون أن يبيعوا الوهم وهم أنفسهم عنوان الفشل والفساد.

ويبقى السؤال المضحك المبكي: هل يظن هذا السياسي أن شباب المغرب سيأخذون دروساً في الوطنية من شخص لم ينجح حتى في أن يأخذ دروساً في القسم ؟
ويبقى السؤال مفتوحاً : هل يعتقد هذا السياسي أن شباب المغرب سيأخذون دروساً في الوطنية من شخص لم ينجح حتى في أخذ دروس في القسم ؟ أم أن زمن النفاق السياسي انتهى، وجاء زمن جيل يعرف جيداً من هو “الزعيم الحقيقي” ومن هو مجرد “كومبارس” في مسرحية الفساد؟

والأخطر من كل ذلك أن السياسيين الفاسدين من هذه الطينة هم أول من خانوا ثقة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وخانوا وطنهم بفسادهم واستغلالهم للسلطة، بدل أن يكونوا خداماً للشعب كما أراد لهم الملك. وهنا تكمن المأساة: أن يتحول الفشل والفساد إلى وسيلة للترقي، بينما تُترك مصلحة الوطن معلّقة بين أيدي “زعماء من ورق”