من طنجة إلى أكادير … والآن مراكش : سياحة المؤثرين على حساب الملاعب
المشهد يتكرر بلا خجل: طنجة أولاً، ثم أكادير، واليوم مراكش. ثلاث مدن، ثلاثة ملاعب، ونفس الكوميديا الرديئة: مؤثرون غير مرغوب فيهم يُستقدمون بملايين ليقفوا أمام الكاميرات ويبيعوا وهماً في مقاطع لا يتجاوز عمرها بضع ساعات.
أشخاص لا علاقة لهم بالرياضة، لا يعرفون من الملعب إلا أنه مكان جميل يصلح لالتقاط صورة أو تصوير “ستوري”. يطلّون بابتسامة مصطنعة، يكررون جُملاً محفوظة: “الملعب رائع… تجربة لا تُنسى”، ثم يغادرون وكأنهم أنهوا جولة سياحية مدفوعة الأجر.
وفي الجهة المقابلة، تُقصى الصحافة الوطنية. تُغلق الأبواب في وجه من يُفترض أنهم أصحاب الحق الطبيعي في مواكبة هذه المشاريع: أقلام كتبت عن التأخيرات، عن الملايين المصروفة، عن الحاجة إلى ملاعب تليق بالرهانات الرياضية الكبرى. لكن الحقيقة مُزعجة، والمسؤول يفضل ضجيج المؤثر على أسئلة الصحافي.
المثير للسخرية أن الملايين التي صُرفت على “سياحة المؤثرين” لم تُثمر سوى صور عابرة وتعليقات سطحية. أما القيمة الحقيقية، أي المعلومة الدقيقة والتحليل الجاد، فقد تم إقصاؤها عمداً مع تغييب الصحافة الوطنية.
من طنجة إلى أكادير، وصولاً إلى مراكش، يتأكد أن الملاعب لم تعد فضاءات رياضية، بل تحولت إلى مسرحيات دعائية. جمهورها : غير مرغوب فيهم، وأبطالها: مؤثرون مستوردون، أما الصحافة الوطنية… فممنوعة من الدخول.