دخلت حكومة الكفاءات المغربية منذ سنتين في تحدٍّ للظروف من أجل إعادة بناء وتأهيل المناطق المتضررة من زلزال الحوز الذي ضرب عددا من مناطق المملكة قبل عامين، في ظل مطالب السكان بـ”تسريع” عملية الإعمار والدعم.
وفي الثامن من شتنبر 2023، ضرب زلزال بقوة سبع درجات مدنا بينها مراكش والحوز وشيشاوة وورزازات، وتارودانت، مخلفا 2960 قتيلا و6125 مصابا، إضافة إلى دمار مادي كبير، وفقا لوزارة الداخلية.
يبدو أن المشروع الطموح الذي تبنته الحكومة تجاه سياسة إعادة الإعمار، دفع المواطنين في كافة أقطار الدولة إلى التفاؤل أول الأمر، سيما وفق الدعم الكبير الذي أبان عنه المغاربة في شأن إخوانهم بالمناطق المتضررة، غير أن اليوم وبعد مضي سنتين على الزلزال، نجد ساكنة المناطق المتضررة في إطار التنسيقية الوطنية لضحايا زلزال الحوز يحتجون اليوم الإثنين 08 شتنبر 2025م بمدينة الرباط أمام البرلمان، الشيء الذي ينبئ بتقهقر مسلسل البناء وإعادة الإعمار، خاصة رفقة ما شهده المغاربة اليوم في الداخل والخارج على مستوى الورش المعني ببناء الصرح الرياضي “ملعب مولاي عبد الله بالرباط”.
إن تخوف المغاربة اليوم حائم حول إشكالية الأولويات المرصودة من طرف القائمين على توجيه السياسات العمومية، الشيء الذي يدعو الجميع للتساؤل عن موقع المواطن البسيط من مسلسل الإصلاح ؟! وإن كان المواطن البسيط يحظى بالأهمية القصوى، لماذا قد يتكبد عناء السفر إلى العاصمة من أجل الاحتجاج ؟!
فرغم مرور عامين كاملين على المأساة، مازالت مئات الأسر تعيش داخل خيام بلاستيكية مهترئة، في ظروف قاسية تمس الكرامة الإنسانية، وسط محاولات متكررة لتفكيك هذه الخيام دون توفير بدائل سكنية لائقة.