آخر الأخبار

سقطت السرابيل

سقطت السرابيل فأنكشفت عورة الحكومة ولم تجد مايسترها بعدما تخلت عن كل شيء حتى الأخلاق في التدبير بما يحفظ رصيد الثقة لدى المواطن . لقد كان متوقعا منذ تشكيلها وهي فاقدة للشرعية وبدون رسم ولادة ديمقراطي يجعلها تتحرك مسنودة بارادة شعبية وقادرة على رفع التحدي .جاءت الى الساحة ضعيفة مترهلة طيعة لاتعصي أمرا لمهندسيها الذين طبخوا تركيبتها على نار هادئة ولتوقع وهي صاغرة شهادة وفاتها ونهاية معطى أساسي ناضل الجميع من أجل ترسيمه : تمثيلية الصناديق واحترام ارادة المواطنين . لقد تخلت عن كل شيء دون ان ترجع لمن صوت عليها ويتكلمون عن الالتزام والشفافية والوضوح . إنها الإزدواجية في المواقف إن لم يكن النفاق السياسي في أوضح صوره وأبهى تجلياته .
من غموض المنهجية في النقاش المطروح بين الموالين لهذه الحكومة الهجينة ومن يعارضونهم والمغلوط من أساسه فهناك طرف ينطلق من الدفاع عن مكتسبات في اعتقاده تعتبر نجاحا وفي نظر الطرف الآخر امر عادي ومن حقه أن يطالب باكثر مما تحقق لأنه يعتقد ان الطموح كان اكبر من ذلك .وبالتالي يستحيل أن يتفاهم الطرفان على نقط التقاء لكن يجب ان نعترف بأن مرحلة حكومة العثماني عرفت انتكاسة في أمور لايحب بعض الحواريين الخوض فيها لأنها بكل بساطة منطقة انهزمت فيها شر هزيمة عبر سقطات مدوية لا أظن ان بعض المتنطعين يمتلكون جوابا عليها :
السقطة الأولى : التفريط في سلطة رئيس الحكومة طبقا للمقتضى الدستوري فما رفضه غريمه بن كيران بالمطلق أثناء تشكيل الحكومة تم قبوله بسهولة غير متوقعة خصوصا أن فيلق الإنتهازيين الذي ينعث بعصابة الإستوزار ضغطت بكل قواها من أجل القبول بالصفقة بعدما انقلبوا على الأمين العام السابق وهم يسرعون الخطى لاغتياله تنظيميا وإزاحته من مسار التفاوض .ليخلو لهم الجو. لقد كان تنبؤه في محله وتصريحه بليغا حين قال ذات مرة في معرض حديثه أثناء إلقاء كلمة في مهرجان خطابي :
“عليكم أن تعلموا أن التنظيم كالأسرة لايخلومن لمساخيط “.
السقطة الثانية : لم يستطع استثمار وتنفيذ سلطة الحزب الأول في انتخابات 2016 من حيث الإتفاق بمنطق الفائز لا بتبرير المنهزم في التفاوض في عملية توزيع الحقائب ورئاسة البرلمان والمستشارين . ولأول مرة في التاريخ السياسي المغربي الأقل عددا يحرز الرئاسة ضدا على ارادة الحزب الأول .مما خلف صدمة لدى كل المتتبعين الذين أشروا لبداية نهاية المسار الديمقراطي .
السقطة الثالثة : وزير الفلاحة رئيس حزب الأحرار وجد حريته في عهد العثماني فصال وجال والنتيجة مانراه الآن من تراجعات وانتكاسات .
السقطة الرابعة : كانت مدوية في شقها الأخلاقي الذي فضح ازدواجية الخطاب من خلال ورطة التطبيع . والتي كلما لاحت بعض الأسئلة في الأفق إلا وتهرب من الجواب دون ان يمتلك الشجاعة ليصرح بموقف واضح .
السقطة الخامسة : سقطة حقوقية كان لها وقع الصدمة وأعادت للذاكرة ماعرفته سنوات الرصاص ففي عهد حكومة العثماني عرف المسارالحقوقي تراجعات خطيرة . اعتقالات بالجملة وأحكام قاسية همت نشطاء الريف وسجناء الرأي وصحافيين وهي وصمة عار تطارد هذه الحكومة اللقيطة .
فما أكثر السقطات التي صدمتنا وخيبة أمل كسرت فينا كل طموح لغد أفضل …!
لو استرسلنا في تعدادها مانتهى هذا المقال لكن تكفي المريدين هذه الأمثلة التي كلما عبر أحد عن رأيه انبروا للرد عليه دون أن يتحلوا بقليل من الموضوعية والجرأة في انتقاذ الذات .فالحال يكفي عن السؤال . ولن تغطوا الشمس بالغربال .ومن يعتقد أن السرابيل قد تقيكم حر المواجهة فهو واهم لقد سقطت بفعل فاعل ولعله من الأرجح بالداخل .
ذ ادريس المغلشي .