28 وفاة واكثر منها من الجرحى وانتشال 10 من معمل “سري” بطنجة نتيجة تسرب المياه الى قبو تحت الارض وتماس كهربائي. فاجعة حقيقية ضحاياها من النساء الفقيرات المستعبدات من اجل لقمة عيش مرة.
عن اي سرية يتحدثون عندما يدخل العشرات من العاملين يوميا الى الفيلا التي تحتضن المعمل؟
لو لم يكن صاحب الفيلا – المعمل محميا من طرف المقدم والقايد واجهزة البوليس (والحماية دائما مقابل ثمن) لما استمر في وضعه العلني الذي يقال لنا اليوم انه سريا.
ارواح الضحايا وحقوق الحرحى والمتضررين لا يجب ان تذهب سدى مهما كان نفوذ صاحب المعمل او من يوفر له الحماية، خصوصا وان سري في التعبير الرسمي تعني التحلل من المسؤولية بالنسبة لمواطنين بلا تغطية اجتماعية ولا تامين صحي. والتحقيق في الكارثة لا يجب ان يتولاه من يقع المعمل الفيلا في نطاق مسؤوليتهم السلطوية والامنية والادارية، لانهم هم انفسهم مسؤولين ويجب ان يجري معهم التحقيق بشان تغاضيهم عن خرق القانون او حمايتهم له، انها ارواح مواطنين ولنقل ارواح بشر فقط وليست ارواح كائنات اخرى والمفروض ان تقام الدنيا ولا تقعد حتى يتم الكشف عن الحقيقة كاملة وضمان الحقوق غير ناقصة والمفروض ايضا، بعد ان صار القضاء سلطة والقاضي محمي من التدخلات والضغوط بالدستور والقانون، الا تتم الجرجرة الى ان ينسى كل شئ وتذهب الارواح العزيزة عند الله سدى .
كارثة انسانية تتطلب من كل ضمير حي وكل ذي واحساس بالمواطنة وشعور انساني ان يكون له موقف منها. ان الضحايا فقيرات مستعبدات كما تبين لكنهن يبقين انسانات ومواطنات ولسن نصف او ربع مواطنات.
محمد نجيب كومينة