759
إدريس المغلشي
عاش مقر الإتحاد المغربي للشغل بالبيضاء محطة استثنائية مفعمة باللحظات الجميلة والتي ستبقى موشومة في الذاكرة لانها بكل بساطة تأبى النسيان لرسوخ قدمها في مخيالنا الجمعي فنحن من يؤسس لبنيانها ونحن من يسعى لبقائها كرابط إنساني يجمعنا بالود والاحترام .على أنغام فيروز ايقونة من الزمن الجميل القابض على الفن النبيل بالذوق الراقي ،صوتها الشجي يزيد من دفء اللقاء لتستعيد الذكريات وهي تشدوبألحان قدسية ملائكية ليسبح بنا الخيال والجمال والنضال معافي سماء كازابلانكا الهادئة مؤقتاعلى غير عادتها في عطلة نهاية الأسبوع وكأنها تبادلنا الحب والهدوء لتستقبلنا بحنو وبأمطار الخير كأنها تبارك هذه المحطة المتميزة. أخذتناالحماسة في جمع حج إليه مناضلات ومناضلوالجامعة الوطنية للتعليم من كل حدب وصوب ليوقعوا على رسم ولادة الجامعة من جديد ويوثقوا لحظة وفاء مع التاريخ والذاكرة .من جيل التأسيس الذين حافظوا على التنظيم منذ نشأته وليسلموا المشعل لأجيال شابة وواعدة تتكلم بلغة الإنجازات والمؤشرات تحت قيادة الكاتب الوطني .
في ذكرى 70لتأسيس الجامعة الوطنية للتعليم التابعة للاتحاد المغربي للشغل وهي فكرة جديرة بالاهتمام ترصد التاريخ لتعيدكتابته من جديدفي إصرار قل نظيره من فكروا في إحياء عيد ميلاد نقابة لها موقعها ومركزيتها ورصيدها النضالي لهم كل التقدير والاحترام وحق لها ان تحتفل بأعياد ومحطات وليس عيدواحد كمحاولة لتأريخ مرحلة مهمة ومحاولة لحفظ الذاكرة .اعتبر هذا الورش لوحده يستحق التنويه تحت عنوان (حتى لاننسى من بنوا رصيدا من نضالنا التاريخي ) و اعترافا كذلك بمن لهم الفضل في التأسيس والسبق في العمل .
في قاعة فسيحة انبرى ثلة من قيادي الجامعة في تسطير معالم ذاكرة مؤسسة نقابية اعلنت نشأتها مع فجر الاستقلال تحديداسنة 1955وهي تواكب نفسانضاليا للحركة الوطنية وتعزز مواقعه تحت عنوان الحرية والكرامة للوطن فكان لها الشرف وهي تضع اللبنة الاولى كمنظمة نقابية عمالية تشارك في ميلاد وطن ينعم بكل مقومات المواطنة الحقة الأيمان بالفكرة والإصرار على تبنيها والسعي بكل الجهود لتحقيقها كانت بذرة أولى في مسارمنظمة همها الاول الدفاع عن قطاع التعليم بنسائه ورجاله ونحن نستمع لبعض التفاصيل الدقيقة عبر شهادات رموز بصمت على مرحلة مهمة من عمر نقابة في بداية مشوارها .لم ينس الحضور في جلسة تفاعل أن يقفوا لقراءةالفاتحةعلى روح من افنوااعمارهم خدمة للشغيلةووفاء لمسارهم النضالي جعل من أسمائهم البارزة كأعلام مشهودلهم بالكفاءة في ثقافة النضال وترسيخ قيمه النبيلةكما كانت الكلمات بسيطة وهي تطاوع كثير من المعاني الجميلة حيث تحضر التضحية والتفاني ونكران الذات في سبيل تحقيق أهداف وافكارورؤى التنظيم.
المحطة وهي تسجل هذه الخطوة المتميزة في إطار حفظ ذاكرة تأبى النسيان وتوجيه الأمين العام الميلودي المخارق لأن تكون محطة سبعة عقود من النضال والوجود (70 سنة) تاريخ مليء بصفحات من المجدوالخلود ان توثق عبر مشاريع لحفظ المرحلة بكل رموزها وان ننقل الاحتفال من المركزإلى المجال وان نجعل منها عروضاتوعويةتحسسنا بنشوة الاعتزاز وتحفزنا كذلك للعمل فالكاتب الوطني الاستاذ ميلود معصيد وهو يبصم على مرحلة مهمة من مسار النقابة حققت كثير من الالتزامات عبر تقويةالتنظيم وتبويئه المكانة اللائقة به وبقدر ما ماهوانجازنفتخر يدفعنا بالأساس الى الالتزام بالاستمرارية وفاء لللحظة وللتاريخ . دون ان ننسى ان تحمل بعض قاعات المقر اسما كرمزمن رموز هذه الذاكرة اللقاءكان عرسا احتفاليا لكن حقق غايتين اساسيتين حفظ الذاكرة وتحميل الجيل الجديد مسؤولته في استمرارية هذه المؤسسة وقد تحققت .