حسن الرحيبي
فكرة سَبعةُ رجَال ، اخْترَاع مَغربي مَحض ، على غرَار فكرة أهل الكهف ، أو السّبعة النّائمين في الفكر المَسيحي les septs dormants . the seven sleepers : وكذلك فكرة العَوْنات ..
Made in morrocco : ou ces malins qui dirigent le monde.
لقد قاومَ البربر العربَ بكلّ الوَسائل ، المادّية والفكرية والإيديولوجية . فرفضُوا بقوّة فضل العرب عليهم بجلب الإسلاَم ، وادّعائهمْ الشرف بالقرابة مع الرسول . مما جعل قبائل رݣراݣة ذات الأصل المسيحي – والتي تواصلتْ مع مسيحيي القدس في العهد الرّوماني . وتوصّلتْ بمبشّرين من فلسطين ومستسقين للأمطار على الطريقة الدينية السَماوية لعدم ثقتهم في تاغنجا الوَثنية ، ودعوة أونزار(السماء) وتيسليت (الأرض) ، كما اعتقد أهلها بتواجد بعض حوَاريي المسيح منْ بين أوْليائهمْ . – يؤمنون ببعث 7 منْ رجالهمْ إلى مكّة ، فخاطبوا الرسول بلسانهم البربري غير المفهوم ، ورد عليهم الرّسول الكريم بلسانهم ، فقالت فاطمة : إنما همْ يرجْرجون، أي يتكلمون بلسان غَامض ، ومن هنا اسم : رجْراجة . أوْ الشّلوح ، بشكل عَامّ ، حسب التسمية العبرية ، أي كلامهم غير معروف . فعادوا لبلاَدهمْ ومعهم رسالة الإسلاَم . وهؤلاء السّبعة هم :
1- سيدي واسْمينْ سلطان رݣراݣة
2-سيدي بوبكر شمّاسْ
3-سيدي صَالح بن بوبكر
4- سيدي عبد الله أدْناسْ
5-سيدي عيسى بوخابية
6-سيدي سعيد بن يبقى
7-سيدي علي بن موسْلينْ
وتبقى الأسطورة رائجة إلى اليوم لدى قبائل سوس والشياظمة . وأوردها المختار السوسي في كُتبه . ورغم أن لهذه الأسطورة جذوراً واقعية ، بسبب تواصُل البرابرة مع الشرق ، في العهد الروماني . فإن أغلب هؤلاء الرواد ساهموا في محاربة البدعة البورغواطية في العهد المرابطي ، حين صنع صَالح بن طريف البُورغوَاطي قرآناً بربرياً ، وادعى النبوة ، وشرع الصّوم في رجب ، وحرم أكل الديك لأنه يؤذن للصلاة ، كما سن الزواج بنساء بدون عدد .
كلّ هذا دفع المولىٰ إسماعيل في القرن السابع عشر ، إلى محاربة الأسطورة البربرية ، وصَرف النظر عن التعصّب المحلّي ، باختراع سبعة رجال مراكش ، بمساعدة وزيره الحسن اليوسي وهم حسب الترتيب :
1- سيدي يوسف بن علي
2-القاضي عياض
3-أبو العباس السبتي
4-بنسليمان الجزولي
5-عبد العزيز التّباع
6-عبد الله الغزواني
7-الإمام السّهيـلي

كما نظم زيارتهمْ بالترتيب الجغرافي ، كما هو مبين في الصورة ، ونظم قصيدة شعر ، مع خلع الحذاء والطواف عليهم حافياً . وهو ما رسّخ لدى العامّة صحة الأسطورة ، ومصدرها الميتافيزيقي الغيْبي ، وتسفيه أسطورة الأمازيغْ !
هكذا ظلّ العوامّ ضَحايا الصّراعات الإيديولوجية والأساطير ، منذ فجر التاريخ .بالترْويج للخرافات ، والادعاء بالارتقاء إلى السماء ، وصُنع الخوَارق . فالعالَم دائماً يعني : الأذكياء والدّهَاة يُسيّرون ويتحكّمون في الأغبياء والجهلاَء !
وكما فعل كريسطوف كولومبوس لما رصَد كسُوف القمَر بأيام هدّد الهنود الحُمر بأنه سَيسرق منهم القمَر إذا لم يَدُللّوه على خزَائن الذهب بأكوَاخهم وعشَشهم البئيسَة ..
