آخر الأخبار

زَاوية سيدي عَبد العزيز بنيَفّو أو كيف تتحوّل الوَقائع إلىٰ أسَاطير !

زَاوية سيدي عَبد العزيز بنيَفّو 1359/1415 ميلاَدية أو كيف تتحوّل الوَقائع إلىٰ أسَاطير !

حسَن الرّحيبي

منذ سنة 1359 ميلادية أي منذ عَهد عبد الحقّ المَريني الذي التقىٰ بنيفّو لمّا اشتهرت زاويته بعد قدومه من ناحية أوريكا قرب مرّاكش … وقبل ذلك من السّاقية الحمراء . لا زال قبر أبيه سيدي أحمد بن يَفّو معروفاً بالجنوب …كما يحكي العامة
وينتمي لشرفاء الأدارسة الرّݣيبيين اولاد مولاي عبد السّلام بنمشيش المقتول سنة 1228 ميلادية أي في العهد الموحدي ، من طرف المتنبّيء الدجّال أبي الطّواجن . والمَدفون بجبَل العلَم بمرتفعات بني عروص شمال المَغرب ..
بينما كتب سيدي امحمد الابيض الأمغاري ، وسيدي محمد بن يحيى (حنّاوة) (كلاهما مدفون بحناوة قرب المناصرَة باثنين الغربية) عقد امتلاك بنيفّو لأرَاضي السّملاليين الذين انهزَموا من طرفه ..في أوائل القرن 16 ..ربما يتعلق الأمر بأحد أحفاده .. وأحيط النّصر المُبين بهَالة من الأسَاطير والخرَافات كاستخدَامه جيشاً من عفاريت الجن لنسف جنود السّلطان الاكحَل حاكم مَدينة الغربية .. وتركه معللّقاً في الهوَاء إلى حين استسلامه وإعلانه عن الولاء للسّلطان ، وتراجعه عن الاعتداء على هيبة وسلطة سُلطان الجن المعترف به من طرف سُلطان الإنس المَريني نفسه .. حينئذ بدون أية قيمة من خلال نفي مبدأ الزمان والمكان ، ليتلاقى بنيفو مع مول البرݣي رغم الاختلاف الزمني ويتفقا على تقسيم الأرض على الحدود بين نفوذهما فتكون الحصيلة :

خللّيتيني بلاَ بلاَد
سير أنا خللّيتك بلاَ اولاَد !

ربما بالنسبة للسّلطان الأكحل ككائن سياسي أسطوري في الوَعي المَغربي ، يتعلق الأمر بيحيىٰ أوتعفوفت الحاكم باسم ملك البرتغال مَانويل والمغتال بالجوَار سنة 1518 .. لكن الوَعي الشّعبي دائماً يحول الوقائع إلى أسَاطير .. ويفسّر الأحدَاث بالخوَارق والمعجزات والكرامات ..

ونظراً لأهمية الزّاوية وإشعاعها الكبير وشهرتها ، قرر السلطان سيدي محمد بن عبد اللّه سنة 1769 بعد هزمه للبرتغاليين بالبريجة ونجاحه في إخراجهم منها وإنهاء احتلالهم لها ..قرّر الاحتفال بالنصر المبين ، وبعيد الفطر الذي صَادفه ، بزاوية بنيفو ، كما أمر الطّاشرون بللّحسَن من حيُوط الشّعير بأيّير ببنا ضَريحه وضَريح أخيه سي علي ، بعد انتهائه من المسَاهمة ببناء الصّويرَة حسب شهادة أحد أحفاده ..