آخر الأخبار

ريمونتادا إفريقية خضراء

وأنا أشاهد بمتعة كبيرة إعادة لمباراة الرجاء البيضاوي و أسيك ميموزا الايفواري البارحة على قناة الرياضية، التي تشكر على ذلك، قررت الادلاء بانطباعاتي الشخصية.

يعتبر هذا اللقاء مرجعا هاما في خزانة الكرة المغربية أداء و نتيجة في كل الازمنة لأن الرجاء البيضاوي لعبت ضد أقوى خصم افريقي آنذاك و الذي كان يضم بين صفوفه أمهر اللاعبين الذي كان يكونهم باقتدار كبير جان مارك غوييو الفرنسي، اول من خلق مدرسة كروية بأفريقيا. لاعبو الاسيك كان أغلبهم في المنتخب العاجي و سيحترف كلهم بأوروبا و سيلعب أغلبهم بمونديال ألمانيا 2006 .
الرجاء لعبت على أرضية معشوشبة بالطين و الوحل و ليس بالعشب، لعبت و تحدت الحفر و البرك المائية و تغلبت على المقاصل و الالغام التي زرعها مدرب الاسيك للحفاظ على تقدم مشروع قبل أسبوعين.
الرجاء البيضاوي أصرت على التنويع في اللعب، تارة اللعب القصير و أخرى اللعب الطويل لربح الوقت و المساحة و لعدم السقوط في أخطاء التمرير المتكرر و الذي لن يجدي نفعا فوق هذا الحقل الزراعي. كل لاعبي الفريق الاخضر لعبوا مباراة العمر، الكل أعطى كل ما في وسعه لقلب النتيجة و كتابة التاريخ.
لا خطة المدرب، و لا الشاكلة و التشكيلة و لا الاستعداد القبلي تقنيا و بدنيا هو الذي ربحت به الرجاء و لكن هو الاصرار الغريب، هو الاستعداد النفسي العجيب، هو التحضير الذهني الرهيب، هو إظهار روح الفريق، هو عدم الرهبة من الخصم او المبالغة في احترامه، هو استحضار كل صفات الرجولة و البسالة و رباطة الجأش.
ما قام به أحفاد الظلمي فاق الخيال و جانب التصور، فاللعب بهذا الايقاع طيلة التسعين دقيقة دون السقوط في فخ الاستسلام و اليأس يحسب لهم على طول الزمن و سيسجل لهم بمداد من ذهب.
مباراة بطولية على الطريقة الانجليزية تبعها سوء التدبير من طرف مسؤولي الرجاء عند مواجهتهم للزمالك المصري في النهائي المسلوب ، إذ كان حري بهم اختيار ملعب الاب جيكو الجيد آنذاك و الابتعاد عن أرضية ملعب محمد الخامس التي نفعت لاعبي الزمالك في تشتيت الكرة في كل اتجاه في مواجهة الرجاويين الذين ألحوا على بناء اللعب من الخلف حسب طبيعتهم المعروفة و الدخول بالكرة بطريقة دقة دقة ، عوض لعب الكرات الهوائية تجاه فرانسوا داخل الصندوق لإرباك دفاع المصريين.

حدث ان التقيت بالمدرب والتر ماوس بفندق دو بارك بسطات حيث اعتادت الرجاء إقامة معسكراتها في تلك الفترة و سلمت عليه و تمنيت له حظا سعيدا، و ذكرته بأنه قبل عشرين سنة كان قد حل رفقة فريق سطاندار دو لييج و لعبوا ليلا ضد منتخب الكويت الذي كان يحضر لمونديال اسبانيا82 و انتهى اللقاء بالتعادل الايجابي 1-1 من تسجيل العنبري و والتر ماوس شخصيا بقذيفة قوية استقرت في الزاوية التسعين للحارس الطرابلسي.
حينها نهض من كرسي المقهى المقصوف، و الله العظيم، و أثنى على ذاكرتي القوية و شكرني و ضغط بحرارة على يدي أثناء مصافحة الوداع.

أعود و أقول أنه من العيب و العار ألا تكون أسماء نبيل مسلوب، قاسمي، ابوشروان ركيزة أساسية في المنتخب الوطني الذي بدأ يشيخ و الذي كرر أخطاء منتخب 76 و 86 .

أعود و أقول بأن الكرينتا الرجاوية ماركة مسجلة.

أعود و أقول أن قميص الرجاء ثقيل على من يحمله الآن.

أعود و أقول أن لاعبي الرجاء محاربين من حاشية المنتخب منذ زمن حمراوي عبدالرحيم.

أعود و أقول جمهور الرجاء زمان أفضل من بعض من الحالي، احتراما، تشجيعا و عشقا.

نور الدين عقاني / سطات