آخر الأخبار

رفض مصر للنزعة الانفصالية واوهام الجيران

محمد نجيب كومينة

َمن عول على تقبل مصر لنزعة انفصالية في العالم العربي، مجرد التقبل فاحرى المساندة، فهو لا يعرف مصر. مصر ليس بعد ثورة يونيو و تولي عبدالناصر لقيادتها، بل قبل ذلك. مصر احتضنت مكتب المغرب العربي برئاسة الرمز محمد بن عبد الكريم الخطابي، الذي تم تهريبه اليها من باخرة كانت تحمله من منفاه في جزيرة لاريونيون، و احتضنت الحركات الوطنية المغاربية ودعمتها ضد الاستعمار بنفس وحدوي راسخ. ولها معرفة بحقائق المنطقة المغاربية وتاريخها لا نها بلد معرفة وثقافة اثرتا طويلا على الصعيد العربي مصر ايضا خاضت حرب اكتوبر 1973 من اجل وحدة ترابها الوطني وتحريره من الاحتلال ولم تتخل عن شبر من سيناء، كما ظهر ذلك من قضية طابا. مصر كذلك لا تعيش اليوم على شعارات الامس و تتصرف بواقعية وذكاء في عالم متغير من اجل مصالحها الوطنية ومستقبلها وتموقعها في خارطة العالم وافريقيا والشرق الاوسط. الرئيس الجزائري تبون ذهب الى مصر جاهل بهذه المعطيات، وجاهل ايضا بان مصر تعرف ما تقوم به المخابرات الجزائرية في ليبيا، الاستراتيجية بالنسبة لمصر، و تحاربه، و بان وزير خارجيته لا يحظى بثقة المصريين الذين عرض عليهم، بغباء لامثيل له، الوساطة مع اثيوبيا بشان نزاع مياه النيل، التي تعتبر مسالة وجودية بالنسبة للمصريين، ومسالة لا يمكن ان تحل الا بتفاوض مباشر بين الدول المعنية، وان كانت هناك وساطة، فانها لا يمكن ان تاتي من الدول العظمى والامم المتحدة، وليس ممن يتوهم انه قوة ضاربة بينما يعجز عن تموين السوق الجزائرية بالاساسيات و عن توفير بنيات تحتية ومدن وتنمية في بلد البترول والغاز واكبر مساحة في افريقيا، بعد الانفصال في السودان الذي تعرف مصر ان حكام الجزائر وادنابهم ساندوه و عملوا عليه.