آخر الأخبار

رحيل أسطورة الكرة المغربية أحمد فرس.. وداعًا لقائد ملحمة 1976

بقلوب يعتصرها الحزن والأسى، ودّعت الأسرة الرياضية المغربية، مساء الأربعاء 16 يوليوز 2025، أحد أبرز رموزها التاريخيين، اللاعب الدولي السابق أحمد فرس، الذي أسلم الروح عن عمر يناهز 79 سنة، بعد صراع طويل مع المرض.

ولد الراحل في 7 دجنبر 1946 بمدينة المحمدية، ونحت اسمه في سجل المجد الكروي المغربي بحروف من ذهب، بعدما قضى مسيرته الرياضية الكاملة في صفوف فريق شباب المحمدية، رافضًا مغادرة النادي الذي احتضن موهبته، فكان مثالًا للوفاء والالتزام، ونموذجًا للاعب الذي يُقدّس القميص ويعيش لأجله.

فرس، صانع أمجاد الزمن الجميل، لمع نجمه سريعًا بفضل مهاراته الاستثنائية وحسه التهديفي الرفيع، ما أهّله لحمل قميص المنتخب الوطني المغربي، الذي رفعه إلى مصاف الكبار في زمن كانت فيه التحديات جسيمة، والموارد شحيحة، لكن العزيمة كانت لا تقهر.

ويُعد الفقيد أحد أبطال ملحمة كأس إفريقيا للأمم سنة 1976، حين قاد “أسود الأطلس” إلى أول تتويج قاري في تاريخ المغرب، بأداء خرافي وروح قتالية قلّ نظيرها. وفي سنة 1975، توج فرس بجائزة أفضل لاعب إفريقي، ليكون أول مغربي ينال هذا الشرف، في وقت كان فيه البروز في القارة السمراء مهمة صعبة تتطلب موهبة فذة وشخصية فريدة.

كما شارك فرس في كأس العالم 1970 بالمكسيك، ضمن أول منتخب مغربي يخوض غمار المونديال، وكان من السبّاقين إلى رسم ملامح الحضور المغربي في المحافل الدولية، كما دوّن اسمه في سجل الألعاب الأولمبية بتسجيله أول هدف مغربي في دورة ميونيخ 1972.

اليوم، برحيل أحمد فرس، تفقد الكرة المغربية أحد أعمدتها التاريخية، وأحد الأصوات النقية التي مثلت القيم الرياضية الأصيلة، من انضباط وتواضع وكرامة وولاء. لقد كان فرس أكبر من مجرد لاعب؛ كان ذاكرة حيّة لجيل كامل، ومصدر إلهام لأجيال متعاقبة لم تشهد إنجازاته، لكنها حفظت اسمه عن ظهر قلب.

في زمن تغيرت فيه المفاهيم وانقلبت فيه القيم، يرحل أحمد فرس في صمت النبلاء، تاركًا خلفه إرثًا رياضيًا وإنسانيًا خالدًا. فلترقد روحك بسلام، أيها القائد الهادئ، والمحب الوفي، والبطل الخالد.