تُعاني ساكنة دوار السراغنة وأحياء السعادة الفضل و الإزدهار بمدينة مراكش من خصاص مقلق في لقاحين أساسيين موجّهين للأطفال، ويتعلق الأمر بلقاح شلل الأطفال الفموي (ثنائي التكافؤ) ولقاح المكورات الرئوية (10 أو 13)، وهو ما أثار موجة استياء واسعة في أوساط الأسر، وأثار تساؤلات حول فعالية تدبير منظومة التلقيح العمومي.
وعبّرت العديد من الأمهات عن تذمرهن الشديد نتيجة استمرار غياب هذه اللقاحات لأزيد من اثني عشر أسبوعًا، حيث أكدن أنهن يترددن على المركز الصحي الحضري بالحي بشكل دوري، دون أن يتمكنّ من تطعيم أطفالهن، رغم أن هذه الجرعات تُعد جزءًا أساسياً من البرنامج الوطني للتلقيح، والذي يمثل ركيزة أساسية في الوقاية الصحية بالمغرب.
وفي تصريح لإحدى الأمهات، قالت: “نعيش حالة من القلق المستمر بسبب هذا الخصاص. نأتي أسبوعًا بعد أسبوع دون أي نتيجة، ولا أحد يقدم لنا تفسيرات واضحة. أطفالنا مهددون بأمراض خطيرة، ونحن مكتوفات الأيدي.”
ويُشكل هذا النقص الحاد، خاصة في لقاح شلل الأطفال والمكورات الرئوية، إخلالًا صارخًا بالتزامات الصحة العمومية، كما ينذر بانتكاسة صحية قد تمتد آثارها السلبية إلى الأجيال القادمة، في وقت تواصل فيه المملكة جهودها لتثبيت مكتسبات هامة في مجال مكافحة الأمراض المعدية.
وتُبرز هذه الأزمة الحاجة الملحة إلى مراجعة سلاسل التوريد والتوزيع، مع تعزيز آليات التخطيط الاستباقي لضمان التزود المنتظم باللقاحات، خاصة في الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية مثل دوار السراغنة، حيث تتزايد الحاجيات بشكل ملحوظ.
وفي ظل غياب تدخل سريع من وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، يستمر القلق في التفاقم بين صفوف الأسر، وتظل صحة الأطفال في وضع هشّ، في مشهد لا يليق بمكانة المغرب كبلد رائد في مجال
الوقاية والتلقيح.