آخر الأخبار

خبرات وكفاءات كبار السن والمتقاعدين.. الثروة الضائعة

أعطت وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية ، الانطلاقة للحملة الوطنية الخامسة للأشخاص المسنين، بالتأكيد على ضرورة الاستفادة من خبرات وكفاءات كبار السن والمتقاعدين والاهتمام بهذه الفئة انطلاقا من المؤشرات الرقمية التي تفيد بأن المسنين سيشكلون ربع الساكنة سنة 2050 .

وأكدت بسيمة الحقاوي، وزيرة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، في كلمة بمناسبة إطلاق هذه الحملة التي تتمحور هذه السنة حول “كبار السن والمتقاعدون: كفاءات وخبرات في خدمة الوطن”، أن الشخص المسن يشكل كنزا داخل المجتمع ينبغي الاستثمار فيه والاستفادة من محصلة تجاربه.

وأوضحت أن اختيار هذا المحور جاء انطلاقا من عدة اعتبارات، في مقدمتها إطلاق الورش الوطني لإصلاح منظومة الحماية الاجتماعية، الذي ينكب عليه المغرب حاليا بهدف بلورة نظام متكامل وناجع يرتكز على تطوير وتحسين السياسات والبرامج المعتمدة، والقيام بمراجعة عميقة وشاملة لطرق تدبير وتمويل هذه المنظومة، مع إيلاء عناية خاصة لمباشرة الإصلاحات المتعلقة بالحكامة. وتهم هذه الاعتبارات، أيضا، الشروع في ورش تنزيل الإصلاح الشمولي لأنظمة التقاعد، لتدارك العجز على المدى المتوسط، ومواكبة مناقشة مختلف المقاربات الممكن اعتمادها لإدماج قضايا كبار السن والمتقاعدين في صلب النموذج التنموي.

واعتبرت الوزيرة أن هذه الحملة الوطنية، التي تنظم تحت شعار “الناس لكبار، كنز في كل دار”، تمثل مناسبة سنوية متجددة لتسليط الضوء على واقع الأشخاص المسنين، والبرامج ومختلف الإجراءات المتخذة للنهوض بأوضاعهم، والتي تندرج في إطار المساهمة في مواجهة التحديات الاجتماعية والسوسيو ديمغرافية التي طرأت على المجتمع المغربي، والتي انعكست تداعياتها على جميع المستويات، وأثرت بشكل ملحوظ على بنية الأسرة في التكفل بهذه الفئة.

وأكدت أن الوزارة انخرطت في دينامية مواجهة هذه التحديات، من خلال إطلاق ورش إعداد السياسة العمومية المندمجة للأشخاص المسنين، وإعداد وتنفيذ البرنامج الوطني لتأهيل مؤسسات الرعاية الاجتماعية 2017-2021، فضلا عن إحداث المرصد الوطني للأشخاص المسنين، كآلية مؤسساتية من أجل متابعة ورصد أوضاع هذه الفئة، والذي سيصدر أول تقرير له في 15 أكتوبر الجاري.

ويتضمن برنامج هذه الحملة الوطنية بث وصلات تلفزية وإذاعية وتحسيسية عبر القنوات العمومية، وتنظيم ندوات جهوية ولقاءات تواصلية محلية على امتداد التراب الوطني بمشاركة مختلف الفاعلين والمتدخلين في هذا المجال.

وتسعى وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، من خلال اختيار موضوع هذه السنة إلى إدماج الأشخاص المسنين والمتقاعدين في المجتمع وتثمين كفاءاتهم، وتوعيتهم من أجل شيخوخة سليمة، وتمكينهم من مواصلة نشاطاتهم والمساهمة في تنمية البلاد.

وحسب ورقة تأطيرية حول الحملة، فإن الوضع السوسيو-ديمغرافي بالمغرب شهد تحولا اتسم بالارتفاع التدريجي في معدل أمد الحياة، وتراجعا مستمرا في معدلات الخصوبة، حيث تسير هذه التغيرات في اتجاه ارتفاع مطرد نحو الشيخوخة، إذ انتقل أمد الحياة عند المواطن المغربي من 47 عاما خلال سنة 1962 إلى 74.8 عاما خلال سنة 2014.

وبخصوص الوضع الصحي للأشخاص المسنين في المغرب، تشير الوثيقة إلى أن نسبة الأشخاص المسنين المصابين بمرض واحد على الأقل من الأمراض المزمنة تبلغ 64.4 في المئة، ونسبة المصابين بداء السكري 20 في المئة وارتفاع الضغط الدموي 34 في المئة، فيما تبلغ نسبة الأشخاص المسنين ضحايا العنف 10.6 في المئة، والذين يمارسون رياضة المشي 32.7 في المئة.