آخر الأخبار

حي سيدي عمارة.. لمزوق من برا !!

عبدالرزاق الحيحي

أعلن عن تاريخ الانتخابات التي ستكون بحول الله خلال شهر شتنبر القادم، إنتخابات نتمنى ألا تفرز لنا أسماء منتخبين خانوا ثقة الساكنة  التي أعطتهم أصواتها، فلم يفوا بالوعود التي أخذوها على عاتقهم، وليتضح في الأخير أن مسرحية الوعود والابتسامة المصطنعة لم تكن سوى قناع يخفي الوجه القبيح لكل أشكال التحايل والنصب والجشع لأشخاص همهم الوحيد هو الترشح والفوز، وبعد ذلك الحصول، بطرق ملتوية ومافيوزية وفي إطار الريع على امتيازات من ضمنها التلاعب ببطاقات الإنعاش وتوظيف الأقارب، ثم التهافت على اقتسام الكعكات وراء الصفقات التي تمر بطرق يعلمها الله. صفقات ومشاريع يبقى بعضها رهين الورق، والمنجز منها من غير تتبع لسير أشغالها المنتهية أو غير المكتملة من طرف الجهات المختصة، ومشاريع تستثنى منها أحياء داخل نفس الجماعة.

كمثال على ذلك، وكواحد من ساكنة حي سيدي عمارة بجماعة المشور القصبة، يحق لي أن أطرح سؤالا على السيد والي جهة مراكش أسفي، وأراه معقولا، لماذا لم يستفد هذا الحي التاريخي من مشروع الحاضرة المتجددة شأنه شأن باقي أحياء الجماعة؟ تم الاكتفاء بتزيين سقاية الحي بفسيفساء بدأت تتساقط أحجارها تلقائيا بعد مرور أيام قليلة من تركيبها. كان حي سيدي عمارة التابع لجماعة المشور القصبة مبرمجا ضمن مشروع إصلاحات طالت كل أحياء الجماعة وتمت المصادقة عليه، إلا أن الحي استثني بقدرة قادر من المشروع، وكان نصيبه منه فسيفساء السقاية كما أشرت لذلك آنفا، وبعض الأمتار المربعة من الترصيف. ولا أنسى أن أذكر بأن الحي لم يكن بحاجة إلى ترصيف  pavés de rues فقد كان في حالة جيدة. ليت أن المقاول أعاد ترصيف الحي بالكامل، الكارثة أنه اقتصر على بعض الأمتار المربعة فقط، فأزال حجارتها وأعادها ثم غادر الحي، ومعه المستشار الذي غاب لسنين، ليعود ناويا، حسب ما يروى، استكمال فصول مسرحيته، وهذه المرة حسب ما يروج دائما، فوق صهوة دابة. فهل الصفقة التي نالها المقاول )م.ت( صفقة ترصيف أم صفقة ترقيع كما أسر لي مستشار بنفس الجماعة؟ وحتى الترقيع، لم يكن حي سيدي عمارة في حاجة إليه. ثم أين هو السقف الذي كانت ستغطى به سويقة سيدي عمارة؟ أين هي أبواب الدكاكين التي كان مقررا أن تكون موحدة؟ وأين…؟ وأين….؟ وهل رصدت ميزانية لذلك؟ إن كان كذلك، فما مصيرها؟ ثم أين مستشار الحي الذي غاب عنا طيلة سنوات، حتى أن البعض لقبه ب “مختفون” تيمنا ببرنامج مختفون الذي يبث بقناتنا الثانية، وأعتذر لقناة 2M.

وأستغرب، كيف لحزب سياسي أن يمنح الثقة والتزكية لمرشح دون التحري عنه، هذا إن لم يكن الحزب نفسه يبحث عن “تعمار الشوارج” فقط، بمعنى أن تستقي أطر الحزب المعلومات من خلال معاينة دقيقة للحي وما أنجز به خلال الفترة التمثيلية لهذا المرشح، فسيفاجأ أطر الحزب بحصيلة تساوي ملايين الأصفار، وكذا من خلال الاتصال والتواصل مع نسبة كبيرة من عقلاء الحي، وليس بمن يردد أغنية وطقيطيقات )ولد الحومة مسكين(، أو إن سألتهم لماذا وضعتم ثقتكم في )ولد الحومة( يقولون: “تيوقف معانا مسكين. إلا بغينا شي ورقة تيجيبها لينا حتى الدار. إلا مات شي واحد كايجيب لكراسا لدار العزاء وكايدور معانا بقفة رمضان” وكأن قفة رمضان هو من يوفرها وهو من يوزعها ويحصي المحتاجين إليها، وهذا ما جعل السلطة المحلية تتدارك الأمر وتتولى السهر على ذلك، فيتقمص دورالوسيط بين الإدارة والمواطن، والوساطات لا شك أنها تكون أحيانا، والله أعلم، بمقابل حتى لا أتهم الشخص الغير معصوم. هذه كلها أمور تدعو للاستهزاء حقا.

فهل هذه هي أدوار المستشار الجماعي التي تناولها الميثاق الجماعي في أبوابه وفصوله وفقراته؟ أم أنها استغلال لثقة الساكنة واستغلال لفقرهم ولحاجتهم ولجهل العديد منهم بالدور المنوط بالمستشار الجماعي وبحقوقهم التي يخولها لهم دستور المملكة، وليتهم أنصتوا جيدا للتوجيهات الملكية السامية من خلال نداءه بضرورة تجنب هذه الفئة من المنتخبين، الذين لاهم لهم سوى الفوز في الانتخابات ثم اختفاء السلحفاة. هل يعتبر هذا التصرف تدبيرا للشأن المحلي؟ عمل من هذا القبيل يكرس منطقا غريبا في تدبير الشأن المحلي، ولا أعتقد أن هناك استخفافا بالساكنة أكبر وأقبح من هذا الاستخفاف.

لابد وأن تعي الساكنة أن النمطية التي ترسخت لديها عن المنتخب الجماعي والتي لم تتطرق إليها لا المواثيق الجماعية ولا فقهاء القانون، لن تخدمهم ولن تخدم مصالحهم ولا مصالح أبنائهم الذين يعانون من بطالة تتفاقم يوما بعد يوم، مرشحون من هذا النوع لن يزيدوا الحي إلا تهميشا وبطالة وفقرا.

لكي يضطلع المستشار الجماعي بأدواره كاملة لابد له من تواصل مستمر مع محيطه المجتمعي بما يتيح للفاعل المدني وللساكنة المشاركة في صنع مقررات وبرامج المجلس، وربما المساهمة في إنجازها وتتبعها، وهذا ما يفتقده “ولد الحومة مسكين”، الذي كنت قد نصحته بذلك بمجرد فوزه في استحقاقات 2015، إلا أنه توارى بعيدا وعلى مسافة ما يزيد عن 20 كلم تقريبا. فهل ينتظر مني أن أقول له “عودة ميمونة”؟

حـــاشا لله !