حزب العدالة والتنمية .. أسد على النساء، لكنه جبان أمام ذوي السلطة والنفوذ .
عبد الحق غريب
ليس دفاعا عن ابتسام لشكر (لا اتفق معها)، ولكن تصديا للنفاق والجبن… فالرميد ليس حالة استثنائية ممن يعتبرون أنفسهم أولياء الله على الأرض..
الرميد وبن كيران والكنبوري والنهاري والفيزازي والعمري ولحلو، وكل ذي لحية ظاهرة أو مخفية… جميعهم يتحولون، بقدرة قادر، إلى “أسود” عندما يتعلق الأمر بمواطن ضعيف، وخاصة إذا كانت امرأة.. لكنهم يصبحون جبناء أمام ذوي السلطة والنفوذ..
قبل ابتسام لشكر، هؤلاء أقاموا الدنيا ولم يقعدوها، لا لشيء إلا لأن الفنانة لطيفة أحرار تم تعيينها عضوا في مجلس ادارة الوكالة الوطنية لتقييم وضمان جودة التعليم العالي والبحث العلمي..
وقبل لطيفة أحرار، استأسد الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان سابقا، الحبيب الشوباني، ومن معه على الصحفية خديجة الرحالي داخل البرلمان، حيث منعها من الدخول الى قبة البرلمان، وطالبها بمغادرة المؤسسة التشريعية بسبب لباس اعتبره “غير محتشم” وكأنه وصي من الله على عباده… واللائحة طويلة.
هذا دأب الجبناء والمنافقين.. تثور ثائرتهم على قميص أو قطعة قماش او منصب رمزي، ويرفعون عقيرتهم بالآيات الكريمة والأحاديث الشريفة، بينما يبتلعون ألسنتهم ويختفي كلام الله ورسوله فجأة، حين يمد بعض أصحاب النفوذ والسلطة أيديهم إلى أموال اليتامى بالباطل، أو يُمعنون في ظلم الفقراء والمستضعفين.. هنا يتوارى الوعظ، ويدفن الحق، وكأن الآيات التي تحرم هذا الجُرم لم تنزل إلا على الضعفاء، بينما الأقوياء محصنون بصمت المنافقين وتواطؤ الجبناء..
أيهما أكثر مساسا بالدين : تعيين امرأة في منصب لا يسمن ولا يغني من جوع، أم أكل اموال اليتامى وظلم المستضعفين ؟
أيهما أكثر فسادا على الدين : لباس لا يزعزع عقيدة أحد، ام نهب خيرات البلاد وتهريب الأموال والتطبيع مع مجرمي الحرب ؟
أيهما أخطر على الدين : دخول الصحفية خديجة الرحالي إلى البرلمان بلباس قيل انه “غير محتشم”، أم وقوف مغنية ب “البيكيني” على خشبة مهرجان موازين ونقله على القنوات الرسمية ليدخل كل البيوت، بينما هم يقودون الحكومة ؟
فأي دين هذا الذي يستعمل كذريعة فقط لمطاردة امرأة بسبب قميص أو منصب رمزي، ويغيب حين تنهب أموال اليتامى ويستباح حق الفقراء والمستضعفين وتنهب خيرات البلاد والعباد ؟
إن النفاق الديني أخطر على الدين من أعدائه، والجبن أمام السلطة أقبح من كل ما يعيبونه على النساء.. فلْيبق صوت الحق أعلى من أصوات المنافقين والجبناء، لأن الله ليس بغافل عما يعمل الظالمون.
يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (البقرة: 9)
صدق الله العظيم.