على هامش بطولة كأس العرب:
حذاري من عودة ( داحس والغبراء)
محمد خلوقي
التاريخ ليس مجرد قصة تُروى، بل هو عبر ودروس .
وحرب( داحس والغبراء) مثال صارخ على أن الفتنة تبدأ من نقطة صغيرة، ثم تتضخم حين تسيطر العصبية، ويغيب صوت العقل.
فهذه الحرب كانت بسب خلافٍ تافهٍ حول نتيجة سباق بين فرسين، لكن العصبية القبلية دفعت كل قبيلة للوقوف خلف رأيها وكبريائها، فاندلعت حرب لم تهدأ إلا بعد أربعة عقود.
وفي عصرنا الحالي ، حيث التواصل بين الشعوب أسرع، والإعلام أكثر تأثيرًا، تصبح مسؤوليتنا أكبر في ضبط الخطاب الجماهيري وتوجيهه نحو الروح الرياضية البناءة والوعي الايجابي ، وقطع الطريق امام اصوات التجييش والتهجم و الفتنة.
إن ما يوحّد العرب أكثر مما يفرّقهم، وما يجمعهم أكبر من مباراة أو بطولة، لكن العصبية — إن تُركت بلا وعي — فانها تصير قادرة على تحويل الرياضة إلى ساحة اشبه بمعركة قتالية ، يُستحضر فيها أسوأ ما في تاريخنا من انقسام وصدام وعصبية.
واعتقد ان الفوز الحقيقي لا يتوقف فقط عند هذا الإنجاز او الفوز في مجال كرة القدم ، او ما شابهها من رياضات، بل لا بد ان يصاحبه انجازات في مجالات تنموية، وعلمية، وثقافية ..ملموسة ، تساهم في تقُّدم حقيقي تستفيد منه الإنسانية جمعاء .ولابد كذلك من مواجهة هذه الفتنة النائمة ، وان تستيقظ اصوات الحكمة ، والتوعية ، والتنوير ، كي تقاوم هذا المد المتصاعد والمخيف ، والذي يقف وراءه أعداء السلم والسلام ، وكذا أبواقهم من الوصوليين والسُّذج الغافلين ، والغوغائيين ،
وكلما تأخرنا في محاربة هذا المد – فكرا وسلوكا -كلما اقتربنا من العودة الى مثل واقعة (داحس والغبراء).
