آخر الأخبار

جمهور الكوكب المراكشي يتعرض للعنف بالمكناس: ملعب يتحول إلى ساحة للإهانة

تحولت مباراة الكوكب المراكشي أمس في الملعب الشرفي بمكناس من مناسبة رياضية إلى حادثة عنف غير مسبوقة. المشجعون الذين حضروا لدعم فريقهم وجدوا أنفسهم مضطهدين بالضرب والرفس من قبل الحراس المكلفين بالأمن الخاص، في مشهد يثير الصدمة ويعيد إلى الأذهان أساليب العنف القديمة في الملاعب.

الغريب أن كل هذا حدث أمام أعين قوات الأمن، التي لم تتدخل لوقف الانتهاكات، تاركة المجال للحراس للتصرف كما لو كانوا فوق القانون. أصحاب السترات الصفراء تصرفوا كسلطة مستقلة، يفرضون قواعدهم بالقوة الجسدية ويهينون الجمهور البريء.

ما حدث لا يمكن اعتباره مجرد فوضى عابرة أو حادثة عرضية، بل يعكس ضعف الرقابة على الشركات الأمنية وغياب آليات المساءلة، مع تسامح خطير تجاه من يتجاوز القانون باسم “الأمن الخاص”. من يمنح هؤلاء الحق في التعامل مع المواطنين بهذه الطريقة؟

المشجعون ليسوا عائقا يجب تطهير الملعب بسببه، بل مواطنون لهم حقوق كاملة في الأمن والسلامة. أن تتحول الملاعب إلى ساحات للعنف يعني أن منظومة إدارة الأحداث الرياضية تحتاج إلى إصلاح عاجل وصرامة في مراقبة الشركات الأمنية.

المطلوب اليوم تحقيق سريع وشفاف لتحديد المسؤوليات القانونية والإدارية، ومحاسبة كل من تورط في الاعتداءات، سواء الحراس الخاصون أو أي طرف متواطئ. كما يجب مراجعة عقود الحراسة، فرض إجراءات حماية صارمة، وفتح قنوات رسمية للشكاوى والتعويض عن المتضررين، لضمان ألا تتحول الملاعب مرة أخرى إلى ساحة للعنف.

ختاما، على من يدير الأحداث الرياضية أن يضمن أن الملاعب ستبقى أماكن للرياضة والفرح، لا ساحات للإهانة والترهيب. المشجعون لهم الحق في السلامة والكرامة، ويجب أن يكونوا محميين من أي تجاوز أو اعتداء.