في النسخة الثانية من الملتقى العلمي للشيخ حسنا ابن الشيخ ماء العينين:*«فاس وشنقيط: ذاكرة مشتركة واستشراف للمستقبل»*
بتاريخ 12-13 دجنبر 2025 بفاس.
في إطار النسخة الثانية من الملتقى الديني والثقافي الدولي للولي العارف بالله الشيخ حسنا ابن الشيخ ماء العينين، دفين مدينة فاس، شاركت *جمعية تبيين للعلوم والتراث والتنمية* في فعاليات هذا الحدث العلمي والثقافي البارز، الذي نظمته *مؤسسة الشيخ حسنا ابن الشيخ ماء العينين*، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، تحت شعار:
«فاس وشنقيط: ذاكرة مشتركة واستشراف للمستقبل»، وذلك بدار المرنيسي بفاس العتيقة.
وقد جاء تنظيم هذا الملتقى في سياق وطني مميز، احتفاءً بعيد الوحدة، الذي أعلن عنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وتخليدًا للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، والذكرى السبعين لعيد الاستقلال المجيد.
شهد اليوم الأول من الملتقى تنظيم حفل ديني مهيب، تخللته تلاوات عطرة من القرآن الكريم، إلى جانب فقرات في المديح النبوي والابتهالات الصوفية، أدّاها منشدون من مدينة فاس، في أجواء روحانية عكست عمق البعد الديني للملتقى.
أما اليوم الثاني، فقد خُصص لتنظيم ندوة علمية دولية تمحورت حول المشترك الثقافي والحضاري بين المغرب وموريتانيا، بمشاركة نخبة من الأساتذة الجامعيين والباحثين من البلدين. وقد افتُتحت أشغال الندوة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، تلاها الاستماع إلى النشيد الوطني، ثم كلمة ترحيبية ألقاها الأستاذ *حسن ماءالعينين*، رئيس المؤسسة، قدّم فيها الكلمة الافتتاحية، وأبرز رهانات الملتقى وأبعاده العلمية والثقافية.
بعد ذلك، ألقى رئيس المجلس الجماعي لمدينة فاس كلمة بالمناسبة، ثم قُدّمت مداخلة للدكتور *ماءالعينين العتيق*، تناول فيها شخصية الشيخ حسنا من خلال ما قيل فيه من شعر، مبرزًا مكانته العلمية والروحية في الذاكرة الثقافية المشتركة.
وعقب الجلسة الافتتاحية، قام المشاركون بجولة في الرواق الموضوعاتي، الذي أشرفت على تنظيمه *جمعية تبيين للعلوم والتراث والتنمية*، حيث قدّم نماذج من اشتغال الجمعية في المجالين التراثي والعلمي. كما زار الحاضرون معرض الكتاب المنظم من طرف *مؤسسة الشيخ مُربيه وربه لإحياء التراث والتنمية*، إضافة إلى قراءة في كتاب قدّمتها جمعية ديوان.
وعادت الندوة بعد ذلك لاستئناف أشغالها، حيث قدّم *الدكتور النعمة ماء العينين* مداخلته حول تلامذة الشيخ ماء العينين وما قيل في شيخنا من شعر، قبل أن يتناول *الدكتور محمد سيدي عبد الله* موضوع العلاقة الأدبية بين شنقيط والمغرب، مبرزًا مظاهر التفاعل والتكامل بين الضفتين.
كما ساهمت *الدكتورة كوثر أبو العيد* بمداخلة تناولت التواصل الفكري والعلمي بين موريتانيا والمغرب، من خلال مقاربة تاريخية وحضارية، فيما ناقش *الدكتور أحمدو النحوي* موضوع التكامل الاقتصادي بين البلدين، وآفاق تعزيزه في ظل التحديات الراهنة.
وفي الجلسة الثانية، تناولت *الدكتورة مريم باب الدين* موضوع العلاقات الموريتانية المغربية خلال حكم السلطان مولاي إسماعيل، بينما قدّم الدكتور *محمد علي مومن* مداخلة حول العلاقات الثقافية بين البلدين، وأبعادها الحضارية والإنسانية. ثم قدّمت *الأستاذة الدكتورة نورة العروسي* مداخلة علمية ركزت فيها على أوجه الشبه في التراث المعماري بين المغرب وموريتانيا، مبرزة التقاطعات الجمالية والوظيفية التي تعكس وحدة المرجعيات الثقافية والعمرانية بين البلدين.
واختُتمت أشغال الجلسة الثانية من الندوة بمداخلة للدكتور *الشيخ لكبير ماء العينين*، ركّز فيها على مشروع الحكم الذاتي، ودوره في تعزيز الآفاق الاقتصادية، وتطوير الشراكة التجارية والاستثمارية بين المغرب وموريتانيا.
وضمن فعاليات الملتقى، وقّعت *دار ديوان* للنشر شراكة ثقافية ثلاثية مع *مؤسسة الشيخ حسنا بن الشيخ ماء العينين*، وجمعية *الجسر الثقافي* بإسبانيا، بهدف صون الذاكرة الثقافية والروحية، وتعزيز الحوار الثقافي بين المغرب وإسبانيا. كما أعلنت دار ديوان عن تكفّلها بطبع ونشر أشغال الندوة العلمية لموسم الشيخ حسن بن الشيخ ماء العينين لسنة 2025، توثيقًا لمخرجاتها، وحفاظًا عليها، وإتاحتها للباحثين والمهتمين.
وعلى هامش الملتقى، شهد الحفل تنظيم مجموعة من التكريمات، همّت شخصيات وهيئات أسهمت في إنجاح هذه التظاهرة العلمية، ودعمت أنشطتها، حيث حظيت جمعية تبيين للعلوم والتراث والتنمية بتكريم خاص، تسلّمه ممثلو الجمعية من رئيس المؤسسة، تقديرًا لمشاركتها الفاعلة، وإسهامها المتميز في مختلف فعاليات الملتقى
لجنة الإعلام والتواصل.


