أعلنت جمعية الشعلة للتربية والثقافة عن تضامنها المطلق مع الوقفات الشبابية السلمية التي تشهدها عدة مدن مغربية، مؤكدة أن المطالب الاجتماعية والاقتصادية المرفوعة من قبل جيل اليوم عادلة ومشروعة، وترتكز أساساً على الحق في تعليم جيد، وشغل كريم، وكرامة، وحرية.
وشددت الجمعية في بيان لها حصلت “مراكش اليوم” على نسخة منه، أن الاحتجاج السلمي ليس خروجاً عن روح المواطنة، بل ممارسة راقية لحق أصيل يكفله الدستور، ورسالة سياسية واجتماعية تدعو إلى صياغة عقد اجتماعي جديد قائم على العدالة والحرية والكرامة، يساهم في إعادة بناء الثقة بين الدولة ومواطنيها.
وفي الوقت نفسه، أدانت الجمعية بشدة جميع أشكال العنف والتخريب التي تمس الممتلكات العامة والخاصة، معتبرة أن هذه السلوكيات تُفقد الحركات الاحتجاجية سلميتها ومشروعيتها، داعية مختلف الأطراف، دولة ومجتمعاً، إلى تغليب صوت الحكمة والعقل، وتحكيم الحوار لتجنب إدخال البلاد في دوامات التوتر.
وأضاف البيان أن الخطر الأكبر الذي يواجه المجتمع المغربي اليوم لا يقتصر على البطالة والفقر، بل يتمثل في تآكل الأمل وفقدان الثقة لدى الأجيال الصاعدة، محذراً من خطورة قتل الحلم داخل نفوس الشباب، وهو ما قد تكون له تداعيات أعمق من أي أزمة اقتصادية.
كما عبرت الجمعية عن أسفها لما وصفته بغياب رؤية استراتيجية شاملة تعطي الأولوية للشباب، مقابل الاكتفاء ببرامج ظرفية وانتخابوية لا ترقى إلى مستوى السياسات العمومية المندمجة والجدية. واستحضرت التجربة السياسية والدستورية لسنة 2011 باعتبارها لحظة مفصلية انتصر فيها صوت الحكمة عبر تجاوب الدولة مع مطالب الشباب.
وأكدت الشعلة أن الإصغاء لمطالب الأجيال الجديدة ليس ضعفاً في الدولة، بل هو مؤشر قوة وضمانة لاستقرار المغرب ومستقبله، معلنة في هذا السياق سلسلة من المطالب، أبرزها إرساء إطار مؤسساتي للحوار مع المنظمات الشبابية، والانتقال من السياسات الظرفية إلى سياسات عمومية مدمجة تستجيب للأسئلة الحقيقية والانتظارات الملحة للشباب.
بيان جمعية الشعلة للتربية والثقافة أكد على أن الشباب ليس عبئاً على الوطن، بل هو ثروته الأكبر، وأن الرهان عليه هو رهان على مستقبل آمن، ديمقراطي ومزدهر.