آخر الأخبار

جامع الفنا بين المتعة و الانتفاع – 6 –

عبد العزيز المجدوبي 

III – فضاء النصب والإحتيال والشعوذة :

القانون لا يحمي  المغفلين، وجامع الفنا كباقي بلاد الله تضم الصالح والطالح، تضم الغث والسمين، وتضم من يستغفل الناس ويستغل سذاجتهم ويستولي على جيوبهم بدون وجه حق. وللحقيقة فهؤلاء لا يجبرون أحدا على شراء خدماتهم بل الإنسان يقصدهم من تلقاء نفسه، أو يسقطونه في حبالهم بواسطة مساعديهم غير المعروفين من طرف المشاهدين فهم فرقة واحد يعمل في الوضوح والآخرون مختلفون بين الناس يتقدمون كزبناء استفادوا سابقا من خدمة النصاب أو يقرون بصحة ما يقول، مؤكدين معرفته لمصائرهم ويطلق المراكشيون على هؤلاء

اسم “القداشة”.

1 – فضاء ألعاب الحظ :

* ويتمثل في : الدادوس ثلاث ورقات Trois Cartes) والخيط، وينصب في هذه الألعاب على النازحين الجدد من الأرياف الراغبين في الربح السريع

السهل.

* ويدخل في ألعاب الحظ كذلك : رمي قطع نقدية لترسو فوق قطع خشبية طفو فوق الماء بآنية كبيرة وضعت أمام الناس والذين يتحلقون حولها وعندما

سو القطعة النقدية فوق الخشبة تربح

* ويدخل في ألعاب الحظ كذلك لعبة الفأر الأبيض يحرر من سجنه ليدخل نا من البيوتات الصغيرة المهيأة داخل مدار خشبي. وكل بيت يحمل رقما ، احب الحلقة . يبيع مجموعة من الأرقام من بينها أرقام البيوت.

ومن ألعاب الحظ كذلك الصنارات بالدوائر والتي يعمل اللاعب على إدخاله في عنق قنينة بمشروب معين ليربح المشروب أو مقابله المادي. -2 – كلنا يريد أن يعرف ما تخبئه له الأقدار، ويطمئن على مستقبله، فيلجأ إلى من يريحه لا فرق بين المثقف وغيره. وتقدم جامع الفنا أصنافا من بائعي الأوهام والشرك، لأنه لا يعلم الغيب إلا الله نعوذ بالله أن نشرك به شيئا نعلمه ونستغفره مما لا نعلمه

ا – الفقهاء وما أكثرهم بجامع الغنا

يعتمدون على خط الزناتي في زعمهم لمعرفة المستقبل. ويستعملون أوراقا مكتوبة سلفا بماء ، ولا تظهر هذه الكتابة إلا عندما تسخن على النار. يعرفون بالتجربة، ومن تقاسيم وجه الزبون ما يشغله الشغل المنصب الحساد ، الزواج …) فيركزون على ذلك. ويكثر عدد الفقهاء مع الأزمات الإقتصادية كما هو الحال

الآن.

ب – الشوافات بواسطة الكارطة : (نفس السيناريو) ج – المجاذيب : الذين يستعملون عظم الكتف. وهؤلاء هم الذين يستعملون الأعوان للنصب على الزبناء كما ذكر أعلاه. ملحوظة : في الحالات الثلاثة يعتمد بائعو الخدمات على وصفات جاهزة ولهم حفظ كبير لكلام يقال اليوم وغدا لأشخاص مختلفين، وعندما يكتشف أحد حيلهم يستفزونه ويستعيدون عليه الرواد . ويتميزون بالطمع الكبير عندما يجدون ضحية جاهزة فتكثر مطالبهم : الف ريال، ع الذبيحة، الوعدة…

3 – فضاء السحر والشعوذة :

عرفت الساحة ضروبا من السحرة، يستعملون مختلف الحيل لخدع نظر الرواد . وأشهرهم في الماضي محمد ابوزوا الناصري والطاطيرة واللذان كانا يأتيان بأشياء تحير العقول، ويقال أنها من أعمال إبليس.

وقد رأيت بأم عيني سحرة منهم :

– صاحب الإبريق الذي يأمره فيخرج الماء، ثم يأمره فيتوقف الماء. – صاحب القفة التي يخرج منها الحمام، والأرانب. – الذي يخرج من فمه الخيوط الملونة، والخرقات الملونة وبأعداد كثيرة. – الذي يأمر صندوقه بأن يمتلأ ،مالا، ثم يأمره أن يصبح فارغا فيتم ذلك. رأيت ذلك كله في بداية الستينات وعمري لا يتجاوز سبعة عشر سنة. وهناك أنواع أخرى من السحرة مروا بجامع الفنا وشغلوا الناس كثيرا.

IV – فضاء الرياضة :

ربما هو أبسط فضاء بجامع الفنا ونعكس تقسيمه إلى صنفين. فضاء موسمي يتمثل في انطلاق سباق الدراجات رالي الرمال، ماراطون مراكش، وفي استقبالها .

* – فضاء دائم ويتمثل في حلقة الملاكمة الدراجة حمل الأثقال الرماية بالبندقية الكرة الحديدية على سكة صاعدة، أولاد سيدي احماد وموسى…. رمي

الخ.

– فضاء المخاطر :

ويتمثل في الألعاب المذكورة سابقا أو غيرها، والتي تشكل أثناء ممارستها خطرا على الحلايقي. واذكر منها على سبيل المثال لا الحصر : – حلقة الثعابين والأفاعي. – اللعب بالسكاكين والسيوف – شرب الماء الساخن.

– المشي على الزجاج

– إدخال المسامير في ا الأنف (مسامير طويلة).

وضع العقارب على الوجه.

– قدف النار من الفم

إدخال موس الحلاقة بأعداد كبيرة في الحلق

إدخال السكاكين في ثنايا الجلد.

VI – فضاء المعارض والمسابقات

– فضاء السيرك :

كان السيرك يزور مراكش ويحط رحاله بجامع الفنا، وأشهر سيرك من بمراكش واحتل جزءا مهما من الساحة هو : سيرك” “عمار” وقد كان له تأثير كبير على ذهنية المراكشي لتنوع ألعابه وخطورتها ، ولتنوع حيواناته كذلك بين المفترسة والأليفة العشبة، فقد كان حديقة حيوان متنقلة، ولما مات عمار وورثه أبناؤه تفرقوا وضعف السرك، وقلت معروضاته وأصبح يحط رحاله وراء موقع نادي

البحر الأبيض المتوسط الحالي.

السنة من وفي نفس المكان تتموضع الملاهي المختلفة في أوقات مختلفة.

التدخل البهجة على نفوس المراكشيين.

وفيما بعد انتقل الموقع إلى باب دكالة ثم إلى جيليز

2 – فضاء المعارض :

استغلت من طرف بعض الجهات ( لكثرة الرواد) لعرض أشغالهم أمام الجمهور.

– معارض الصناعة التقليدية

– المعرض المشترك للفنانين التشكيليين.

الصديقي.

– عرض مسرحية سيدي عبد الرحمان المجدوب من طرف فرقة الطيب

3 – فضاء الإحتفالات والمسابقات :

* دأب الاستعمار على إقامة حفلة العيد الوطني الفرنسي (14) يوليوز) بجامع الفنا، حيث ينظم ألعاب ومسابقات أشهرها الخشبة المطلية بالصابون والتي توجد بأعلاها جوائز يفوز بها من يستطيع انتزاعها. وقد اشتهر “هبشان” بالحصول عليها حتى صار مضرب المثل هاد القضية خصها هبشان). وتتلخص تقنيته الذكية في الإنتظار الطويل حتى يتم امتصاص القدر الأكبر من الصابون فيتقدم لينتزع الجوائز، وهي عبارة عن قوالب من السكر وأكياس من الشاي وأحذية وملابس.

وفي الثمانينات والتسعينات نظمت السلطات المحلية مسابقة الدقة المراكشية (التعريجة الفضية).

– فازت حومة روض العروس بمسابقة الكبار والتي لم تتكرر.

– فازت حومة دار الدباغ بمسابقة الشبان مرتين.