آخر الأخبار

جامع الفنا بين المتعة و الانتفاع – 5 –

عبد العزيز المجدوبي 

– الفضاء التجاري :

كالفضاء الثقافي، فإن الفضاء التجاري فضاءات متعددة متكاملة، بعضها مات، وبعضها تطور بشكل إيجابي بفعل تدخل السلطات المحلية والمجالس المنتخبة. وقد تأثر الفضاء التجاري لجامع الفنا بعدة عوامل

– التطور الديموغرافي الحاصل بعد الإستقلال.

– التوسع العمراني للمدينة في اتجاه الشمال الغربي والجنوب.

– التوسع السياحي للمدينة.

وهكذا تغيرت الوظيفة التجارية لجامع الفنا بشكل ملحوظ، وأحيانا بشكل

نهائي.

1 – الفضاء التجاري من بداية القرن الى 1956 :

كانت تحيط بجامع الفنا مجموعة من الفنادق، تستخدم كمخازن للبضائع كمأوى لمبيت التجار، وقد اندثرت هذه الفنادق منذ الثلاثينات وحلت مكانها مبان جديدة تحمل اسم مقهى فرنسا السوق المركزي كراج الساتيام، مقر العسس، مقر الشرطة (غير الحالي)، مقهى كلاصي مقر البلدية (غير الحالي) متاجر، مقر أبا سيدي (الجوطية الحالية) متاجر الهنود ….الخ.

وكانت تتواجد بجوارها باعتبارها قلب مراكش النابض (لم تظهر أحياء خارج السور بعد مجموعة من الأسواق الوظيفية : سوق الخضر (قاعة الزيت حاليا) سوق التين (مرحاض جامع الفنا حاليا سوق الجير والاجر (أمام سوق الجديد سوق الخشب والفحم (سوق الإزدهار حاليا، والذي تحول حاليا الى سوق الحبوب : رحبة الزرع الجديدة بعد ما تم الإستغناء عن الرحبة القديمة حيث كانت تدق القهوة أيضا، سوق القصب سوق أبلوح. .الخ، إضافة إلى سلسلة أسواق الصناعة التقليدية المختلفة كان سكان المدينة يتزودون من هوامش جامع الفنا بكل ما يحتاجونه ولا يوجد في السويقات القريبة منهم، وعندما يقترب عيد الأضحى يتحول سوق التين إلى سوق للأغنام

أما الساحة نفسها فكانت تحتضن عددا من الجلسات (گلاسي كما يقول المراكشيون تصطف أمام سوق الجديد الحالي، صف ينظر في اتجاه الساحة المتربة تبيع المواد الغذائية الإسفنج البصارة …… وفي الثلاثينات ظهرت تجارة جديدة كانت مستقرة في فندق السرسار بباب الخميس ثم انتقلت الى جامع الفنا بإيعاز وتحت سلطة الباشا لكلاوي هذه التجارة هي تجارة المنشطات: الكيف الحشيش المعجون والأدوات المصاحبة لها “السباسا” والمطاوي: الجيوب الجلدية التي يوضع فيه الكيف المدقوق) و “الشقوفا” والأواني الطينية الصغيرة التي تملأ “كيفا” عند التدخين وتنافس التجار في تزويق ونقش هذه المعدات خاصة “السياسا”.

2 – الفضاء التجاري لجامع الفنا من 1956 إلى الآن : تم تعبيد الساحة، والتي تخلصت من الاغبرة (العجاج) بمناسبة كل هبوب ريح، وتعاقبت عليها مجموعة من التجارات البسيطة التي تدخل في باب :

“الباعة المتجولين” وأذكر من بينها :

– تجارة الكتب القديمة قبل أن تنقل الى الكتبية ثم إلى باب دكالة، وقد كانت تجارة رائجة جدا تجلب مئات المهتمين من التلاميذ وطلبة الكلية والأساتذة والمثقفين ورجال المعرفة وخروجها من جامع الفنا كان بمثابة كارثة لهؤلاء.

– تجارة “الطواكي” والتي نقلت إلى سوق الإزدهار القريب. – تجارة التحف السياحية ،اسلاسل ،خواتم حلقات ودمالج الخناجر الكميات” … الخ.

– تجارة القفاف الطبوا والمصنوعات الجلدية البسيطة …. الخ. طبعت هذه التجارات عقدي الستينات والسبعينات. وخلال الثمانينات ظهرت تجارات التهريب وتحولت جامع الفنا خاصة الشمالية إلى معرض ليلي تعرض فيه الأحذية باختلاف أنواعها والأقمصة والسراويل، والألبسة الجلدية إلى آخر ذلك، وذلك من الساعة السادسة الى الحادية عشرة ليلا. وقد ارتمى في أحضان هذه التجارة مجموعة من الشباب حاملي الشهادات أو النازحين من الأرياف.

أما في الليل، فيتحول جامع الفنا إلى مطعم شعبي كبير، بحيث غالى المجلس البلدي (76) – (83) في منح رخص بيع الأحذية بالساحة حتى كادت تنفجر هذا الإمتياز (وأصبح المستفيد يقوم بكراء 2 2X = 24 ب بالمستفيدين من 60 درهم يوميا )

ويمكن تفصيل الفضاءات التجارية الجامع الفنا اليوم كما يلي :

ا – فضاء طب الأعشاب :

ويضم مجموعة من العشابين في تحضير الأدوية الطبيعية يضعونها في قنينات إلى جانب بيض النعام وجلد مجموعة من الحيوانات. ويتفنن هؤلاء في تقديم بضاعتهم وسرد مزاياها الاستشفائية بأسلوب إقناعي كبير وفي الغالب يصطادون زبناء كثر نظرا لرخص الدواء إذا قورن بفاتورة الصيدلي. ويزعم هؤلاء أن أعشابهم تشفي من كل الأضرار كيفما كانت خاصة المتعلقة بالجنس، وفي هذا الباب أسوق ظاهرة “ولد “ماما” الزنجي الذي شاع ذكره رحمه الله بالساحة، واشتهر ببيع العنبر إلى جانب الأعشاب، وقد كان يركز على الباردين جنسيا، وأصحاب “الذكر” الصغير ويزعم أن بقدرته تكبيره : شارحا طريقة الاستعمال هكذا : نقطة فوق الرأس

نقطة فوق البوط

نقطة تحت لكدام

انا كنهدر مع اللي عندو بوبو

انا كنهدر مع اللي عندو كاوكاو

ها الدواها العنبر

وفاكد ولد ماما ( اي تذكره وارجع عنده) وقد كان لللكنة الصحراوية الممزوجة بالدراوية وقع في نفوس الناس.

باختصار جامع الفنا جامع صيدلية المسكين بدون منازع.

ب – فضاء المطاعم :

يتكون فضاء المطاعم من نوعين من التجارة : تجارة غير مرخصة وتتمثل في بائع البطاطس والحمص والبيض المسلوق والسقط المسلوق فوق طاولة صغيرة الدشيشة واللبن القطبان “البربوش” ويمكن اعتبار هؤلاء باعة متجولين لهم روادهم وزبناء هم من الصغار والكبار.

* فضاء المطاعم التي تقام ليلا في الهواء الطلق وبرخصة من البلدية ومراقبة صحية منها. وقد فرضت هذه المصالح وحدة الهندام، ووحدة التقديم وأصبح السواح وعلية القوم يقصدونها. وتتميز أسعارها بالإرتفاع وتجاوز طاقة المستهلك البسيط.

ج – فضاء التجارات الصغيرة :

وتتمثل في بيع العديد من المواد : – المشروبات الغازية (سابقا)

عصير الفواكه المختلفة

– الكاوكاو واللوز والحمص والمحمص

– مشروبات العرقسوس (سابقا)

الحلويات المختلفة (على العصا أو بالعربات)

– المثلجات

خود نجال

– المساخن … الخ

د – فضاءات الخدمات

الحجامة (سابقا) ، نزع الأضراس الإرشاد السياحي وأخص بالذكر هنا خدمة اندثرت الان تخص صاحب السينما اليدوية والذي كان . مشاهدة مجموعة من الصور بمكبرة داخل صندوق يحرك هذه يبيع الصور بيده متابعة ويشهر لها بقوله :

انظر وشوف ياخويا

أجي تشوف العجائب والغرائب

أجي تشوف قوم بني عرا

أجي تشوف القردة ولدت سبعا

مراکش حوینتات حوينتات

شري تندغ كري تبات .

ي- فضاء تجارة المناسبات :

تنظم أسواق بمناسبة رمضان وعاشوراء يتم خلالها بيع الحلوى والفواكه اليابسة، ولعب الأطفال والملابس الجديدة والأحذية.