آخر الأخبار

جامع الفنا بين المتعة و الانتفاع – 3 –

عبد العزيز المجدوبي 

– فضاءات الثقافة الشعبية :

1 فضاء الحكي : إن من بين الأشياء التي تربط المراكشي ال جامع الفنا و تثير الاجنبي بصفة أساسية. هي حلقة الحكي” بمختلف أصنافها. ففي وقت لم تكن فيه لا سينما ولا مسرح ولا تلفزيون ولا ارسال إذاعي ملأت “حلقة الحكي” هذا الفراغ. وهكذا نجد أشخاصا تخصصوا في رواية السير الخيالية العجيبة والتي تشد السامع إليها بما توفره من خيال وحركية، وما تقدمه من معارك وحيل ومفاجآت وما تصفه من جو خرافي خارج إرادة واستطاعة الإنسان. ويتحكم الراوي في المستمعين بطريقة سيكولوجية ذكية بحيث ينهي جزءه اليومي في قضية تحتاج الحل تاركا المستمع على نار للمجيء في الغد لتتبع القصة.

وأهم السير التي حكيت وتحكى : العنترية، الأزلية (والتي اقتبسها الفنان حسن الجندي للإذاعة ولقيت اقبالا جماهيريا عند إذاعتها، ثم عند إعادة إذاعتها ) وتتميز حلقة الحكي بـ :

السكوت التام والتتبع للرواد

– طريقة الإلقاء الرائعة للحاكي واستعماله لكل جسده وتوظيفه لليد والحركة في توضيح ما يقصه.

– كثرة المستمعين : يتجاوزون المائة غالبا للحلقة الواحدة.

– التسابق بين المستمعين لاحتلال الصفوف الأولى – إقبال أغلبية المستمعين على إكرام القاص بقسط من المال قل أو كثر، بطريقة مباشرة أو خفية.

وأهم الرواة :

بن الجيلالي : وكان يقيم حلقة رحمه الله بباب افتوح

– الشيخ عمر : تخصص رحمه الله في قصص الأنبياء والجهاد.

كبييري الضرير : كان يقيم رحمه الله أمام دار مولاي علي قنصلية فرنسا حاليا ) .

– الحاج اعمارة رحمه الله ساحة جامع الفنا.

– التمعيشة رحمه الله وراء الكتبية

– السيد ميلود وراء الكتبية

2 – فضاء الرقص والغناء :

يقول سنغور : “أنا أرقص إذن أنا موجود”

فالرقص والغناء جزء لا يتجزأ من ثقافة الشعوب ورافد من روافدها الإبداعية.

أ – الغناء :

الغناء هو السمة الطاغية بجامع الفنا وهو طرب ينتمي إلى عدة جهات من المغرب خاصة محيط مراكش باختلاف لهجاته وعاداته وآلاته، وهو ملهم المهرجان السنوي الذي يقام سنويا بقصر البديع (مهرجان الفلكلور الوطني). وقد تمكنت من رصد أنواع الطرب الآتية :

* طرب الملحون : وهو طرب عربي أصيل بمراكش تهفوا إليه القلوب وتقام له النزهات ويستجيب لكل الطبقات خاصة الطبقة الوسطى المشكلة من الحرفيين. وأهم أشياخ الملحون الذين غنوا بجامع الفنا (هيئة محترمة أنيقة هم المرحومون بعفو الله :

– السكوري وأولاده

– الحاج عبد السلام

– عمر ولد الطالب

– الشيخ بأمر سيدي

ويعني الملحون كذلك بعض المداحين اعتمادا على الكنبري وحده، أو على الدف وحده، وأهمهم : مولاي احمد رحمه الله .

* الطرب العربي الفلكلوري: ويتمثل في فرق الحوزي – المخاليف –

– السي عمر والسي ابراهيم الضريرين

المصابيح – الحمادة.

وأهم أجواق هذا النوع من الطرب” فرقة ابن حمامة” الرحماني والتي كانت تتكون من 15 فردا بين عازف بالكمان وضارب على التعريجة أو البندير. وقد تميزت هذه الفرقة بجدبها لكثير من عشاق الحوزي وتفننت : الميزان – والواد. وفي غياب المرأة، تقمص دورها أحد الرجال وسموه بزبيدة، حيث كان يتزي بزي في النساء

* الطرب العربي التراثي ويتمثل في الفرق التالية على سبيل المثال :

عيساوة : وقد اشتهروا بترويض الأفاعي والثعابين وتتمتع الفرق بإقبال كبير خاصة من جانب الأجانب الذين يفضلون أخذ . صور والثعابين حول أعناقهم

وتتواجد حاليا بجامع الفنا خمس فرق عيساوية، وأغلبهم يسكن حي باب أيلان.

– هداوة : ويتميزون بالضرب على الدعدوع ومرافقة الضرب بأمداح نبوية، وخاصيتهم الأساسية اللباس المميز وشربهم (تدخينهم) للترجيلة (أو ما يطلق عليه الركيلة أو الشيشة).

– هوارة : يلعبون ويرقصون في آن واحد، يستعملون نوعا معين من التعاريج يتميز بطوله ( رنة خاصة وطارة صغيرة. ويتميز لعبهم بالخفة والرشاقة وسرعة الحركة.

أقلال : فرقة تنتمي إلى الصحراء ويقوم لعبها على المسابقة تستعمل المزامير القصبية والدفوف تتخللها رقصات بالسيوف ونغمة موسيقاها منتظمة ومكررة وبطيئة عكس “بن حمامة” و “هوارة”.

– أولاد سيدي رحال : يقوم طربهم على نفس الأدوات المزامير القصبية “البنادير” ويمزجون الرقص بالغناء وشرب الماء الساخن جدا، يتميزون بوفرة شعرهم واستعمالهم للسكاكين الحامية ووضعها على جباههم وألسنتهم.

الطرب الثراتي من أصل إفريقي :

ويتكون من صنفين :

– كناوة عبيد الصحراء : ويعرفون بالضرب على الطبل والقراقش ومزج ذلك بالقفزات البهلوانية المختلفة، ويلبسون شواشي مرصعة بالودع والصدف البحري، ويعملون خلال النهار.

گناوة دردبة : ويلعبون بالقراقش والهجهوج ويمزجون الطرب بالأمداح في حق الجن وغيره.

ألا لا ميرة

هاك الجاوي

هاك البخور

ويتميزون بلباس يختلف حسب | الأغنية والجن المهداة إليه، ويعملون خلال الليل

الطرب البربري الفلكلوري الثراتي :

ويتمثل في مجموعة من الفرق :

– الروايس : ويعزفون على الرباب، والأوتار (الكنبري) والناقوس (قطعة حديدية تضرب بقضيب حديدي فتحدث صوتا يشبه صوت الناقوس)، ويتميزون بلباسهم الخاص جدا وممن اشتهروا بجامع الفنا تذكر : الشيخ أعراب الشيخ الدمسيري، ومن الحاليين : بولمسايل بوغولاة.

– أحواش : قليلا ما يتم بجامع الفنا، وقد ظهر خلال الحفلات فقط. تجدر الإشارة إلى أن ضريرا بربريا، يقلد أحواش اعتمادا على طارتين يربطهما بقاعدة رجليه وهو روعة في مجاله.

الطرب الريفي المنتمي الجبالة :

طرب المغرب الشرقي : ويتم عبر المزامير القصبية الطويلة أو . عبر المزامير الإرلندية (القرية).

وأهم النغمات التي تستعملها مختلف الفرق : وكل هذه الفرق تغني وترقص بالمجان، بحيث يتطوع الناس لتعويضهم عن المجهود المبذول فقط ببعض السنتيمات للواحد، وقد ينوب شخص عن الحلقة كلها .

– الأجواق الحديثة من الصنفين : الموسيقى الشبابية

ب – الرقص :

الرقص بجامع الفنا متنوع، ويتم على أنغام الموسيقى التي تعزفها الفرق المذكورة، وبطرق مختلفة :

– رقص يقوم برجال في زي نسائي

– رقص بالأرجل فوق آنية من حديد اللاطة أو الجفنة)

– رقص جماعي يرافقه ضرب بالأيدي وصراخ بالأفواه (الميزان – الواد)

– رقص بالبندقية

– رقص بصينية مملوءة بالشمع الموقد

– رقص بالسيف

– رقص بالقفزات أو التمايل (اكناوة أو دردبة)

– الرقص بهز الأكتاف

والمتمتعون بالغناء والرقص يصلون إلى المتعة عبر : أداء مباشر كما كان الحال في خيمة الربيع وراء نادي البحر المتوسط )، والذي كان يبشر للجوق داخل الخيمة بقوله :

هنا وهنا

عندك الفلوس أجي لهنا

ما عندك فلوس سر علينا

* أو بطريقة مجانية، لكن الحلايقي يعرف كيف يستخرج المال من الناس.

– الحيل باستعمال : مرضي الوالدين الجواد أو الله يخرج سربيسو على خير .

الزجر “ها مسخوط الوالدين يخرج من الحلقة” … الخ

وقد قمت بجرد للآلات الموسيقية المستعملة فوجدتها كالتالي :

* الآلات الوترية : العود – الرباب – الكمان – الكنبري (الأوتار عند البرير) المندولينا – الهجهوج (السنتير عند البعض).

الآت النفخ : المزامير القصبية بأطوال مختلفة (الليرة – الناي – القصبة) الغيطة، القرية السكوتلاندية.

الات الطرب : (الجلدية) : الطبل (بأحجام مختلفة) – البندير – البنديرة الطارة – الدعدوع – الدربوكة.

الات النقر : (النحاسية أو الحديدية : القراقش – النويقسات المعلقة بالأصابع) –  المقص الناقوس

 

ملاحظة أساسية :

يوجد إلى جانب الفرق المذكورة أعلاه عازفون منفردون خلال الليل والنهار يرافق غناءهم عزف على آلة العود (سالم) (اباب) أو الكنبري ( الحسين السلاوي) أو البندير أو الدف أو التعريجة أو السنتير.

وفي عهد الاستعمار لما كان الخمر يباع عنوة، كان الفناء في. جامع الفنا يهتم به، وفي هذا يقول شيخ ضرير كان يجلس أمام مقهى فرنسا :

سيد العربي شرابو ظريف

من دكالة عنبو خفيف شربو لوصيف مع الشريف من كان تاجر وافي عليه بعاد الكافي يشرب الشراب العافي يقول مولاي العربي الاخضر أب التعريجة : مول القصور بغيت نزور شايل الله الغزواني

به قل الله احيانا

گراندا مع شيبانا