حسن الرحيبي
أو المَدرسة بالأمَازيغية على قمة الأطلس الكبير ، خُصّصَ بناؤها لنشر دعوَة محمد بن تومرت ، أو إيديولوجيا الموَحدين بعد عودته من المشرق حاملا معه مباديء المعتزلة حول التوحيد ، ممزوجة بفكر الشيعة القائم على الولاية والوصية والانتساب لآل البيت ، والرجعة والتقية ، وقد دفن بعض مريديه في قبور للتحايل على العامة ، بأنه المهدي المنتظر ، وتسمى بالفعل بالمهدي بن تومرت ، أحكم إغلاق القبور عليهم دافنا سرهم معهم إلى الأبد.. حارب المرابطين الظاهريين الحنبليين المتوقفين عند حدود ظواهر النصُوص رَافضين التأويل العقلي الكلامي ، والتصَوف الإشراقي معا.. أحرقوا كتب الغزالي .. وحاول الموحّدون إجبار القاضي عياض السني المالكي على الإيمان بالتشيع ، فرفضَ مستنكراً ، ليقطعوه إربا إربا بسيوفهم ورماحهم .. قضَوا على المرابطين والبورغواطيين معا ، معتبرين التعريب أساس بناء دولة معربة جلبوا لها بني هلال العرب البدو الرحل من المشرق ، وأقربائهم بني معقل وبني سليم ، وفيما بعد بني حمير وعبدة للإسراع بطمس معالم قرآن صَالح بن طريف ومبادئه الدينية اليهودية والوثنية المحلية.. جمعوا فلاسفة الأندلس الكبار ابن باجة وابن طفيل وابن رشد ، داعين لشرح كتب أرسطو الطبيعي الحقيقي ، حول الوجود وقدم العالم والنفس والسببية.. وليس على أساس كتاب الربوبية أو أثولوجيا أرسطوطاليس الأفلاطوني المحدث لأفلوطين المسيحي..
أوصَىٰ ابن تومرت بدفنه داخل مدرسته تينمل مكتفيا بالتنظير السياسي والإيديولجي .. تاركا الدولة ودواليبها ومؤسساتها صداعها.. لتلميذه عبد المؤمن بن علي الݣومي ، لتكون الدولة الموحدية من أرقى الدول في الغرب الإسلامي فكرا ورعاية للمفكرين والأدباء والفلاسفة.. لكنها ضعفت لنقص عَصبيتها وامتدَادَاتها القبلية حسب ابن خلدون ، وتمهد الطريق لدولة أكثر رقيا وبناء للمدارس العلمية والفكرية هي الدولة المَرينية ولم يمر على حركة ابن تومرت سوى قرن واحد من الزّمان..
حسَن الرّحيبي..
