آخر الأخبار

تقديم كتاب غوايات المتفرد غويتوسولو – 2 –

تقديم كتاب من غوايات المتفرد خوان غويتصولو إعداد وترجمة وتقديم محمد بوعابد .

عبد الصادق شحيمة 

محتويات التقديم :

تضمن تقديم المترجم محمد بوعابد الإشارة إلى النصوص المترجمة المكتوبة من طرف خوان غويتصلو ،والمكتوبة عنه من طرف غيره والمترجمة إلى اللسان الفرنسي أو اللسان العربي لمترجمين أجانب أو لمترجمين عرب مشارقة –كاظم جهاد- أو مغاربة –  إبراهيم الخطيب – والتي استنتج من خلالها رحابة فكر الرجل ووجدانه ،وفكره بالمعنى الأنواري للكلمتين ،وتبين له بعد مجالسة خوان غويتصلو في بيته صحبة مناضلين من المجتمع المدني ومثقفين ذوي اهتمامات متعددة ،امتلاك الكاتب لبعد أنثوي يتمثل في العطاء والبذل غير المحدودين .

وفي إطار التعريف بخوان غويتصلو تمت الإشارة في التقديم إلى أن الكاتب من مواليد مدينة برشلونة سنة 1931 انحدر من أسرة نبغ فيها مع اثنين من إخوته أحدهما شاعر والآخر روائي،

وكات للحرب الأهلية أثر عليه وعلى عائلته حيث فقد أمه في السابعة من عمره نتيجة قصف جنود الديكتاتور فرانكو ،إلا أن الأثر الإيجابي هو التحاقه بالجامعة سنة 1948 ومغادرته لها بعد قضاء أربع سنوات بها ،وتفضيله الارتماء في أحضان الفكر والكتابة الأدبيين (السرد الروائي والقصصي )إضافة إلى الكتابة الصحفية ،ناهيك عن متابعة مختلف الأحداث في مختلف بقاع ومواقع الصراع في العالم ،فمن الجزائر في بداية سبعينيات القرن المنصرم إلى الشيشان ومنها إل كوسوفو ومنهما إلى رام الله ، حيث كان يسجل مجموعة من الربورتجات والاستطلاعات الصحفية ،ويكتب مقالات صحفية ودراسات أصدرها في كتب مستقلة كما هو الشأن بالنسبة لمؤلفه – الجزائر في دوامة – وكتاب – دفاتر سراييفو- و روايته – حصار الحصارات -.

ولأن خوان غويتصلو –كان يصدر في كتاباته عن نزعة احتجاجية نقدية مناضلة ،شكلت مثار إزعاج وقلق للنظام الديكتاتوري الفرنكاوي ،كان  مصير هذه الكتابات هو الحظر والمنع من التداول ابتداء من ستينيات القرن المنصرم 1963 إلى منتصف سبعينياته 1975 ،الشيء الذي تركه يختار العيش في منفاه  بباريس حيث أتاح وجوده هناك مشاركته في العمل السياسي ذي التوجه الثوري التقدمي ،وفي هذه المرحلة تعرف على زوجته الأديبة –مونيك لانج- المستشارة الأدبية لدار النشر الشهيرة غاليمار ، كما تعرف على صديقه –جان جوني – .

ضمن عملية الترحال إلى مختلف الدول والأصقاع لنصرة قيم الحق والخير والجمال ،وبهدف فضح ما يحدث في بؤر الصراع من خروقات قصد الانتصار للحياة ولإنسانية الإنسان ضدا على الظلم والعدوان المسلطين على الأبرياء من الضحايا ، ستقود الأقدار خوان غويتصلو لزيارة المغرب والحلول بمدينة طنجة خلال النصف الثاني من ستينيات القرن المنصرم ،وسيكتب في هذه المدينة مؤلفه الروائي –الضون خوليان – حيث سيصفي في هذا المؤلف علاقاته وحساباته ببلده اسبانيا .ومن طنجة إلى بوسطن ونيويورك محاضرا بجامعتيهما ،ستتم العودة من جديد إلى المغرب وإلى مدينة مراكش التي سيقر عزمه على أن يتخذ منها مستقرا وموطنا ،ومنذئذ ظل يقضي بها ستة أشهر ،ومثلها في باريس حيث تقطن زوجته ،إلى أن وافتها المنية ،وهي اللحظة التي ستترك خوان يقضي معظم أوقات السنة بمدينة مراكش .