حلت، صباح اليوم، الثلاثاء، لجنة تفتيش مركزية تابعة لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بمستشفى القرب “عائشة” بمدينة آسفي، في زيارة مفاجئة تهدف إلى الوقوف على سير العمل داخل المرفق الصحي الذي ظل، طيلة أشهر، موضوع انتقادات واسعة من قبل ساكنة المدينة وحراك “جيل 7”، بسبب ما وصفوه بـ”الجمود والتهميش” الذي يعيشه المستشفى منذ تدشينه.
وتأتي هذه الزيارة، وفق مصادر محلية، بعد تصاعد موجة الغضب الشعبي عبر مواقع التواصل الاجتماعي واحتجاجات رمزية نظمها شباب “جيل 7” للمطالبة بفتح تحقيق في وضعية المستشفى، الذي تم تدشينه قبل سنوات من طرف سمير كودار، رئيس مجلس جهة مراكش آسفي، دون أن يتم تفعيله بشكل فعلي أو القيام بمبادرات تقييم واضحة لأدائه.
اللجنة، التي تضم مفتشين مركزيين وأطر تقنية، شرعت منذ وصولها في تفقد مختلف المصالح والأقسام، والاستماع إلى الأطر الصحية والإدارية، إلى جانب جمع معطيات ميدانية حول مدى جاهزية المستشفى لتقديم خدماته للمواطنين في ظل شكاوى متكررة من غياب التجهيزات الطبية وقلة الموارد البشرية.
ويرى متتبعون أن زيارة اللجنة تأتي في سياق الضغط الشعبي المتزايد لإعادة الاعتبار للقطاع الصحي بآسفي، الذي يعيش أوضاعاً متدهورة رغم الدعم المالي الذي استفاد منه مستشفى “عائشة” من طرف مؤسسة جاسر القطرية، في إطار شراكة كان يُنتظر أن تُسهم في تحسين البنية التحتية والخدمات الصحية بالمنطقة.
إلى ذلك، تشكل هذه الزيارة خطوة عملية نحو محاسبة المسؤولين عن تعثر هذا المشروع الصحي، وإنهاء حالة “الهدر الصامت” التي حولت مرفقاً حيوياً إلى بناية شبه مهجورة، في وقت تتفاقم فيه معاناة المرضى ونقص الخدمات الطبية في الإقليم.
وفي سياق متصل، سبق أن حل وفداً قطرياً يمثل مؤسسة جاسر القطرية، التي ساهمت في تمويل المشروع، كان قد قام في شهر شتنبر الماضي بزيارة مفاجئة للمستشفى ذاته، حيث صُدم أعضاؤه من مشهد المرفق المهجور وغياب الأطر الصحية، رغم توافد عشرات المواطنين يومياً طلباً لخدمات طبية واستشفائية أساسية، ما اعتُبر مؤشراً مقلقاً على سوء تدبير هذا المشروع العمومي.