آخر الأخبار

تعزية لسيدة فاضلة  و عمدة لمراكش 

 إدريس الأندلسي 

 

في البدء كان السلام واجبا لأسرة عريقة في مدينة مراكش.  المنصوريون أو المصرويين أو المناصرة هم جزء لا يتجزأ من مكونات الأسر المراكشية الأصيلة.  أبناء جيلي يعرفون اقطاب الكوكب المراكشي المنتمين إلى هذه الحمراء المدينة  و هم أبناء الحقل التربوي الرياضي كعبد الغني المنصوري الذي كان ممن حملوا كأس العرش في شارع محمد الخامس رفقة كريمو  و المهندس الخالدي و لشهب  و مولاي لحسن  و عبدالرحمان صنصيط  و غيرهم من المبدعين.  و رحل عبد الغني بعد مجد إلى فريق الوداد  و رحل  معه مولاي عبد الرحمان الخالدي إلى  الرجاء  في 1965. و بدأت معها نكسات الكوكب المراكشي. 

عبد اللطيف المنصوري الأستاذ  و المربي جاء في بداية الجيل الثالث للكوكب المراكشي. قابلته أخيرا في الرباط  رفقة زوجته الفاضلة  و استاذتي  ،فكانا  في قمة التعبير عن القيم الإنسانية رغم عنف القدر. عائلة المنصوري المراكشية ولادة بالمفهوم المصري للكلمة.  دكاترة متواضعون  و أساتذة  و صناع مضامين تاريخية  و محامون  و محاميات.  و حتى لا ننسى ، قبيلة المناصرة كانت ذات حضور في منطقة الرحامنة التي تشكل أكبر السهول في منطقة الحوز.  دارت على أرضها حروب  و عرفت توالد  سلطات تحول فيها الزطاط إلى قائد  و سجل الكثير من رجالاتها لحظات من توحيد المواقف حتى سماهم من عاداهم ” أنهم  عشرة فعقيل “.

المهم أن هذه الأسرة لم يسجل عليها غياب أثناء الفترات الحرجة من تاريخ المغرب. أغلب مكوناتها أسر متواضعة عاشت في الأحياء الشعبية المراكشية ببساطة  و تألف مع الأهل  و الجيران. أهل مراكش لا يعرفون الأسرة المنصورية إلا من خلال معلم  و طبيب  و موظف  و صانع  و طالب رزق.  نعم تم تعيين أحد أفراد هذه الأسرة الممارس للمحاماة في مهام سامية لكنه ظل كغيره من أبناء مدينته متواضعا خجولا  و محاولا القيام بمهامه. 

عاد هذا الإسم بقوة مع إحدى الحفيدات ذوات التكوين القانوني من خلال حضورها السياسي.  كانت  و أصبحت عمدة مدينة مراكش  و قبلت أن تكون وزيرة للتعمير  و الإسكان. خطابها مباشر  و مبتعد عن أساليب مكاتب الاستشارات في مجال الإتصال. يظهر أن لها معرفة بمخاطر تدبير ملفات التعمير  و لكنها لا تبالي. كنت أتمنى أن تحظى بدعم سياسي واسع لتدبير هذا الملف الذي اخفق فيه اسلافها  و لا زلت أتمنى أن تنجح في هذا الورش الهيكلي  و المهيكل  و الضامن لزيادة حجم الإستثمار. 

هذا مجرد عزاء في فقدان وزيرة  و عمدة  لأهم دعم لها  و هي الأم التي رحلت.  الغريب في أهل المنصوري هو إصرارهم على الرمزية في توقير الأجداد.  إختيار حومة قديمة و ضريح سيدي سليمان الجزولي لمواراة  جثة أم   و سند لأب راحل  كان له أكثر من حضور  و أكثر  من معنى.  شخصيا لا أنظر إلى عمدة مراكش نظرة ذات طابع ايديولوجي  و لكني أشعر بنوع  من الحذر من الثقة في تلك الفئة ممن يجاورونها حزبيا. هكذا كان الوالد  و الوالدة رحمة الله عليهما  و لا يدوم إلا ما صح عند الخالق. لست ممن يسدون النصح لمن يمسكون بمقاليد الأمور،  لكني على يقين أن من يساندون الإصلاح بعزم  و إصرار  و نية  صالحة اقلية  و لو لبست ثوب أغلبية عددية ساحقة.