في تصريح أدلت به فاطمة الزهراء المنصوري، منسقة القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة، على هامش الجلسة الافتتاحية للدورة الثانية للجامعة الصيفية للحزب بالجامعة الدولية للرباط، لم تفلت الوزيرة من الوقوع في فخ الخطابات الحزبية الجوفاء التي تفتقد لأي رؤية حقيقية.
تصريحها حول احتجاجات آيت بوكماز لا يعدو كونه إقرارًا ضعيفًا بأن “مجموعة من المواطنين غير راضين عن الأوضاع”، وهو وصف بارد ومجتزأ لا يعكس حجم الغضب والمعاناة التي يعيشها السكان في تلك المناطق. الحديث عن “تعميم التنمية والتطور” يبقى مجرد شعار متكرر يتجاهل الواقع المرير لملايين المواطنين الذين لا يجدون حتى أبسط الحقوق.
أما عبارة “لا يمكن حل جميع المشاكل بصفة فورية”، فهي تبرير مقنع للتقاعس والإهمال الحكومي، وطريقة للتملص من المسؤولية بدل مواجهة مطالب المواطنين بحق وحزم. الوزيرة التي ترى في هذه الاحتجاجات السلمية “مأساة تلاحظ بأسف”، تبدو وكأنها تعاقب الناس على حقهم في التعبير عن معاناتهم، وتتجاهل أن هذا الغضب هو نتيجة تراكم سنوات من الإهمال واللامبالاة.
آيت بوكماز ليست استثناء، بل نموذج صارخ لفشل السياسات التنموية على مستوى الأقاليم النائية، وما يحتاجه السكان هو أكثر من كلمات جوفاء، بل إجراءات عملية وحقيقية تحقق العدالة المجالية وتضع حدًا للتهميش.
الاحتجاجات ليست مأساة تؤخذ بـ “الأسف”، بل صرخة حقيقية لمن لا صوت لهم، ومن يستمر في تجاهلها أو التقليل من شأنها يضع البلاد أمام أزمة اجتماعية أشد تعقيدًا.
حان الوقت لتحمل المسؤولية الحقيقية، لا مزيد من الخطابات الرنانة التي لا تغني ولا تسمن من جوع.