ترامب ظاهرة فريدة

َترامب ظاهرة فريدة في التاريخ السياسي الامريكي، والجمهور المساند له يعبر عن اسوا مافي الولايات المتحدة.
محاصرة الكونغريس بغرض عرقلة مصادقة غرفتيه على نتائج الانتخابات الرئاسية التي افرزها اقتراع الناخبين الكبار، وقبله تصويت المواطنين الذي افرزهم، يعتبر حدثا بكل المقاييس. الديمقراطية تبقى عرضة للخطر حتى في بلدانها الاصلية، والولايات المتحدة في مقدمتها (الثورة الامريكية والثورة الفرنسية كانتا علامتين فارقتين في تاريخ الديمقراطية الى جانب الثورة المجيدة في انجلترا)، ولذلك يجب ان يكون هناك من يدافع عنها و يصد محاولات مجانين السلطة وردود فعل الانانيين المجروحين في اناهم المتضخمة ويفتح امامها الطريق كي تستمر وتتجدد، والديمقراطية في الغرب عموما على ابواب مرحلة تجدد نتيجة عوامل متعددة، ومنها العامل الديمغرافي، والتجدد يرافقه التوتر دائما، لان المخاوف تكون كبيرة لدى من يخشون فقدان امتياز ما، ولو لم يكن ماديا. وانصار ترامب يتحركون، ومن ضمنهم تيارات فاشية، لا نهم يخشون ان يكون التحول القادم على حساب امتيازات البيض ذوي الاصول الاوروبية، وتحركهم اليوم امتداد للتحرك الكبير اثناء الاقتراع المباشر الذي مكن ترامب من الحصول على رقم قياسي من الاصوات، لم يمكنه مع ذلك من الولاية الثانية التي ارادها الى اخر لحظة وعمل كل ما في وسعه للحصول عليها بانكار الواقع ومحاولة قلب النتائج باستعمال الطعون القضائية واتهام خصومه وحتى بعض اصدقائه بالضلوع في التزوير، ترامب يعتقد انه ضحية مؤامرة و نقل هذا الاعتقاد الى جمهوره المتهيج الان.

محمد نجيب كومينة / الرباط