عن مؤسسة آفاق للدراسة و النشر و الاتصال، صدر للمناضل اليساري الدكتور أحمد الشهبوني، مؤلف تحت عنوان “ تجارب و مواقف مقالات في الثقافة و السياسة و المجتمع و الحياة ”
يقول الدكتور احمد شهبوني في دفة الكتاب الأخيرة ” كاد الشوق إليكم جميعا أن يقتلني، فحاولت أن أجزئه لتسهل المواجهة بيننا، فهناك إذن الشوق إلى رفاقي في الداخل، وهنالك الشوق إلى حبيبتي، ثم الشوق إلى وطني، وأخيرا الشوق إلى والدي.
حاولت أن أرتب حسب الأوليات المواجهة الأساسي منها وتأجيل أخريات. دفعتني موجة معاداة المهاجرين وخصوصا العرب التي تصاعدت في هذا الزمن بفرنسا إلى الارتباط أكثر من السابق ببلدي الحبيب، وحسب ترتيبي السابق معاناتي سيتملكها شوقي للوطن لوحده والآخرون تم تأجيلهم… لكن كيف السبيل؟ فهذا الترتيب عناصره متداخلة فيما بينها وما أنا بقادر على التفريق بينها، فوطني ولو أنه يحتل الصدر والقلب معا، فإنني أرتاح أكثر وأطمئن إليه في دينامية تطوره ومستقبله. وكلما فكرت في المستقبل وفي التطور إلا ورفاقي في المنظمة يتمردون على هذا الترتيب الذي وضعتهم فيه، فوطن الغد الذي أحلم به محتاج إليهم ولكل الذين يحبون وطنهم، وحبيبتي منهم، ووالدي ببساطته، بفنه، بسلوكه منهم حتى هو .
ها أنا أعود إلى نقطة البداية وكل بنائي للأولويات والتصنيفات يتهاوى… وأنا أحترق بنار الشوق ولهيبها “.
يكشف البروفيسور أحمد الشهبوني، وهو شخصية محورية في مركز التنمية الجهة تانسيفت (CDRT)، عن بعض أجزاء رحلته في الحياة، ويُعتبر هذا المركز واحداً من المؤسسات القليلة في المجتمع المدني المعروفة والمعترف لها باستقلاليتها وديناميكيتها وشفافيتها وإحساسها بالمسؤولية . تأسست هذه المؤسسات على يد جيل الناشطين في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي.
هذا الكتاب هو عمل شاهد من هذا الجيل. يقدم أحمد الشهبوني سرداً لتجربته النضالية كطالب جامعي وطالب دكتوراه وأكاديمي ملتزم بالمدينة. لقد صقل تكوينه، الذي تشكل من خلال الاحتكاك بثلاثة فضاءات اجتماعية وسياسية: المغرب وفرنسا وكندا، نظرته النقدية والمطالبة التي تميز أسلوب سلوكه كمواطن.
يتقدم أحمد بخطوات صغيرة، عكس الريح والتيارات، من خلال تقديم شهادات مهمة عن مسيرته النضالية في المغرب وفرنسا وكندا. ويواصل حالياً عمله مع شركائه في هذا المركز المعترف له بصفة المنفعة العامة. اختار البروفيسور أحمد الشهبوني، المدرك لحدود الطوباويات الثورية الطوباوية المفتوحة التي تغذيها الآمال، ألا وهي الإدارة المتحضرة للنزاعات… بدءاً من الحد من أوجه عدم المساواة الاجتماعية، والإعداد لثورة ثقافية، كشرط أساسي لبناء دولة القانون.