آخر الأخبار

تاريخ التعليم العمومي بالمغرب

تَاريخ التّعليم العُمُومي بالمغْرب : Histoire de L’enseignement publique Au Maroc :

حسن الرحيبي 

لقدْ بدأَ التّعليم العُمومي بشكل رسْمي في المغْرب ، انطلاقاً من سنة 1912 ، أيْ مع بداية نظام الحماية . حيْثُ عملَ المارشال ليوطي le maréchal lyautey على تأسيس نواة أولى لتعْليم عُمومي لائكي laïc ، بمُساعدة المُشْرف على النّظام التّرْبوي gaston loth . وقدْ بدأَ بتسْجيل 1688 من أبناء الفرنسيين ، مع عددٍ قليل منْ أبناء الأعْيان les notables ، ولم تكدْ تنتهي الحرْب العالمية الأولى سنة 1918 ، حتى كانتْ أغْلب المُدُن المغربية تتوفّرُ على مدْرسة ابْتدائية أوْ أكْثر . وفي سنة 1919 تأسّستْ ثانوية غورو في الرباط lycée gouraud ، والذي أصْبح فيما بعد lycée descartes . وفي سنة 1921 أسّس لْيوطي lycée lyautey في الدّار البيَضَاء ، تابع لأكاديمية بوردو bordeaux ، وكان الهدَف المرْسوم هو فرنْسة الجالية الأوروبية غيْر الفرنسية ، مع تكْوين أُطُر الإدارة الفرنسية والمُوظّفين السّامين الذين يحتاجهمْ نظام الحماية le protectorat . وفي نفْس الوقْت تمّ تأْسيس نظام تعْليمي مغربي مُوَازي للتّعْليم الفرنْسي ، بهدف تطْوير وتجْديد النّظام المخْزَني ، منْ خلال تعْليم يسْتهـدفُ النّخبة L’élite ، أو أبناء الأعيان les notables بمسَاعدة Georges Hardy مدير التّعليم القادم منْ madagascare ، حيـثُ دشّن الملك مولاي يوسف ثانوية مولايْ يوسف بالرّباط إذْ تبرّع بالأرض(وتلاَ رسالة التّدشين أبو شعيب الدكالي مُستعرضاً أهمية التعليم من منظور الإسلام ، مورداً أحاديث وأخبار في غاية الدقة والمسؤولية) ، وثانوية مولاي إدْريس بفاس . وذلك لتكْوين فئة مغْربية تكونُ صلة وصْل بيْن الأهالي والجالية الفرنسية ، مع الحرْص على عدم إمْكانية وُلوجهمْ لسلْك الْباكالوريا الذي يُؤدّي للتّعـليم العالي ، ومُتابعة الدّروس في فرنْسا ، وتخـريج أُطر تُنافس الأطر الفرنسية في المغرب . ومنها المعهد البربري في آزْرو collège Bérbère d’azrou ، وكُلّها لا تُخوّل سوى الحُصول على شهادة الدّراسات الإسْلامية أي السّلك الأول ، وديبْلوم الدراسات الإسْلامية أوْ السّلك الثاني ، مع إمْكانية الوُلوج للدّراسات الإسلامية العُليا في الرباط Ihem ، وكلّ هذا بهدف منْع التّلاميذ المغاربة منْ وُلوج التّعليم العالي ، بسبب التّعريب وانحباس الأسلاك . رغمَ نضَال التّلاميذ منْ أجل تعـزيز اللّغة الفرنسية ، وتدْريس بعض الموادّ بها ، مثْل التّاريخ ، وهذا ما دفع الميْسورين لتسجيل أبنائهم في معاهد فرنسية بفرنسا نفسها ، أو بمصْر وفلسْطين وسوريا انطلاقاً من سنة 1933 ، للْوُلوج لمسْلك الباكالوريا ، المُؤدّي للتّعـليم العالي . وهو ما جعل الفرنسيين يخْشوْن منْ احْتكاك الطّلبة المغاربة بالوطنيين والقوْميين العرب خاصةً بعْد ثوْرة الظّهير البرْبري ، ممّا اضطرّ الإقامة الفرنسية لإصلاح النّظام التّعْليمي الّذي أصْبح مُنفتحاً على سلك الباكالوريا ، ويسْمح بالحُصول عليها ، لتلافي تصاعد الوعي السياسي القوْمي ، وسهولة مُراقبة التّلاميذ داخلَ المغْرب . وفي سنة 1938 ، حصل المهدي بن برْكة على شهادة الباكالوريا منْ ليسي غورو lycée gouraud (الذي أصبح فيما بعد ليسي الحسن الثاني)) بالرّباط ، في شعبة الرياضيات ، كما بدأ يكْثر عدد الحاصلين على الباكالوريا منْ بين اليهود والمُسلمين المغاربة .