حسن الرحيبي
(أُنظروا عبر الصّورة للفتحة المحفورة وكيف تسرّب الماء من خلالها ودمّر الحقول . يمكن الذّهاب نحوها وملاحظة ذلك مباشرةً..)
تحولت من مزارع للعنب والخضر والشعير.. إلى شاطئ جميل برمال ذهبية لا مثيل لها . حين أشار المهندس الفرنسي saint mandrier على السلطان زيدان السعدي سنة 1626 بإنشاء مرفأ للسفن لتسويق خيرات دكالة . فجلب شركة هولندية للحفر وتفجير الصخور بواسطة براميل البارود . بدأ الحفر من شاطئ سيدي كرام الضيف جنوباً(ارجعوا بدءً من جنوب سيدي كرّام الضّيف مباشرةً . ثم ارجعوا نحو الوليدية لتروا عدة محاولات لشق الجرف وصناعة مرسى) مروراً بجزيرة الحمام التي حاولوا تحويلها لمرسى . لكن وسائلهم كانت ضعيفة مُقارنةً بقوة الأمواج . إذ لم يعملوا على إضعافها وجعلها تتكسر قبل بلوغ الشاطئ . وهو ما يستحيل معه حماية السفن من الأمواج العاتية . نفس الشيء حدث في الوليدية . بالإضافة لعدم الحفاظ على ثبات الماء وعمقه بعد الجزر le reflux . فنالوا فقط ثورة الفلاحين بتحريض من عائلة القرصان اليهودي samuel palach الذي كان يملك عدة مزارع حتى مدينة mazagan . الجديدة حالياً .
اعتبر السكان الحادث انتقاماً إلهياً عندما امتنعوا عن إعطاء قليل من العنب لزاهد سائح من اليمن . فجرّ عصاه ليتبعه الماء حتى قبيلة اولاد غانم الهلالية العربية . فأمرَ الماء بالتوقّف قائلاً : غور آلما هنا !! هذه الكلمات القليلة والمُعبّرة سمعها الرّاوي وحكاها لنا منذ 400 سنة بالتّمام والكمال .
وأتم ابنه الوليد العمل بعد قتله لكل إخوته وأبناء عمه للاستئثار بالحكم . رغم ورعه واهتمامه بالعلماء .

وقد أصبح هذا الشاطئ مفضلاً لدى الفرنسيين عند احتلالهم المغرب سنة 1912 . كما بنى فيه محمد الخامس قصراً أواسط الثلاثينات . شكّل فيه أول حكومة ديموقراطية برئاسة حزب الاستقلال في شخص المرحوم عبد الله ابراهيم . بينما ظلّ السكان يستمتعون بألعاب الفروسية وأكل الكسكس . ومشاهدة ولي العهد مولاي الحسن يتزحلق على الماء وراء قارب سريع . صادحين بالزغاريت . وشعار : عاش الملك !يحيى مولاي الحسن ! كان ذلك في سنة 1958 . لا زال بصيص من كلّ ذلك في شريحة ذاكرتي البعيدة ma carte mémoire .
في النهاية بيّع القرصَان الهولندي الذي أسلم على يد الأتراك بالجزائر وتسمى بمراد الرايس ، بالمهندس سان ماندري بكونه جاسوساً للإسبان ، فحاول هذا الأخير الهروب لكن زيدان قبضَ عليه وأعدَمه يوم14 أبريل من سنة 1626. أما مُرَاد الرّايس فأصبح رئيساً لجمهورية سلاَ للقرَاصنة سَنة 1627.. ثم حكم الوَليدية لمدة سَنة واحدة مَا بين سنة 1640/1641 . قيل زارته ابنته بها ، ثم مرضَ ومَات سنة 1641 ودفن بالوَليديَة ، دون أن يُعثر لقبره علىٰ أثر ..
