اشكالية الوحدة وتحديات المصير المشترك.
“ياعمال العالم اتحدوا. ”
“تحية نضالية ،للقيادات الوطنية ”
“بالوحدة والتضامن لي بغيناه ايكون ايكون ”
كلها شعارات تردد في الحلقات والوقفات شحنا للهمم وطاقة للمرافعة ورسالة تهدد كراسي ومسؤوليات. شذت عن اعراف الشراكة ، لتفرض كلمتها بقوة ووحدة صفها ومطالبها ،لكن تبقى رهينة بمدى رسوخها في علاقات التنظيمات والهياكل. بل الملاحظ ان المجال بنضجه وغنى فكره متحرر لدرجة كبيرة من كل معيقات الوحدة بل ان خصوصيته تفرض نوعا من البرغماتية من اجل تطويق كل الاشكالات ذات الصفة الاستعجالية وتمليها ظروف من قبيل الاحتكاك اليومي و الفئة المستهدفة التي تصنع من خلال مرافعتها تاسيسا على منطق الانتقال من وحدة الملف الى وحدة المجال. لكن هذا المعطى بدا يضعف بشكل يثير كثير من الاسئلة من خلال ظاهرة التنسيقيات التي اصبحت هيئات موازية تفرض نفسها في الساحة وتحاول اقتسام القرار مع الهيئات لكن مايلبث ان ينته دورها من الساحة فور الوصول الى الحل .مع ملاحظة مهمة انه يحقق هدفين متناقضين الاول احترام التخصص والثاني مساهمته بشكل مضمر في عملية التفكك ان لم نقل التشرذم. مع ضياع فرص تاهيل للادماج كاحتياط تبدو بنسب ضعيفة ان لم تكن شبه منعدمة.
اما المركز فامر اخر لا علاقته بمايقع في المجال فهو يعلم جيدا ان كل الهياكل ملزمة بالامتثال للقوانين المفصلة على المقاس حتى لا تعط اية فرصة لصناعة البدائل والابداع فيها. بل ان عملية التنسيق لاتحكمها مبادئ واضحة بل اجندات سياسية وافق انتخابي يرهن مصير الوحدة بين كل المكونات وبالتالي من يؤدي الضريبة هي القاعدة او الشغيلة.
لا احد يستطيع ان يزيح من الوجود احدا اخر ، فهناك خصم ابدي تحتاج قبل تصفيته تنظيميا الى التفكير و البحث عن كيفية استيعابه والتعامل معه ،فمن يبن قوته على ضعف الاخر او يساهم في اضعافه انما يقدم خدمة مجانية او بالمقابل لخصم النضال واعداء الوحدة. الحقوق تنتزع بقوة الجميع ووحدة الصف بل تسرع الانجاز والتسوية للملفات في اطار المشترك الذي يوحد لا المختلف فيه الذي يفكك ويشتت الجهود. مايجمعنا كثير عما يفرق فلاتحاسبوا اي طرف بمنطق وادوات صنعها السياسي من اجل محطة ظرفية تطبعها الانتهازية .وكل منا حقه في الوجود مكفول في اطار منظومة وحدة قيم النضال.
في خضم كل هذا التدافع ماذا حققنا مقابل الارواح التي ازهقت ونحن نستحضر روح الشهيد عبدالله الحجيلي و التضحيات الجسام التي قدمت والدماء التي سالت على ارصفة النضال والتي لازالت شاهدة على ماساة الحوار في بلد يدعي زورا الديمقراطية. ماذا حققنا امام حكومة اجهزت على كل المكتسبات واصبح وزراءها مجرد موظفين يؤدون ادوارا ويصادقون على قرارات تعاكس طموح الجميع وتعاقب كل من وضع الثقة فيهم.؟الحصيلة ناطقة وتشير الى اعادة الحساب مرة اخرى حتى لانفقد البوصلة. خدمة للطبقة العاملة وردا لاعتبار الفعل النقابي النبيل.
الى كل الفرقاء بمختلف تلاوينهم وانتماءاتهم.
الى الذين انتدبوا انفسهم للدفاع عن الشغيلة ،وجعلوا من وجودهم بمقومات رسالية يذوذون عن حقوق مهضومة مغتصبة ،وامتلكوا الجراة ليقفوا ضد كل تغول يكتسح الساحة ويصنع استقرارا مؤقتا كفقاعات لاتصمد امام اول هبة ريح.
الى شرفاء النضال الساحة الذين يشكلون رقما صعبا امام لوبيات الفساد ولا يضعفوا او يستكينوا امام اية حملة مفبركة مدسوسة تستهدف قيم الوفاء والالتزام والاستقامة مهما كلف الامر.
ياشرفاء النضال اتحدوا فبالوحدة والتضامن نكون اولا نكون.
ذ ادريس المغلشي
بيان قبل فوات الأوان
