وجه عبد الإله بن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة الأسبق، قبل قليل، نداءً مباشراً إلى شباب حركة “جيل زد”، دعاهم فيه إلى مراجعة إعلانهم القاضي بتعليق الاحتجاجات التي يخوضونها في عدد من المدن المغربية، معتبراً أن توقيت القرار “غير موفق سياسياً”، خصوصاً قبيل الخطاب الملكي المرتقب يوم الجمعة المقبل.
وأوضح بن كيران، في كلمة مصوّرة بثت على المنصات الرقمية الرسمية لحزبه، أن هذا الإعلان “قد يُفهم على أنه محاولة للضغط تزامناً مع الخطاب الملكي”، مبرزاً أن “الاحتجاج حق مشروع، لكن يجب أن يُمارس في إطار احترام المؤسسة الملكية ورموز الدولة”.
وأشاد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية بما وصفه بـ“النضج النسبي” الذي أبان عنه شباب الحركة، قائلاً إنهم “أظهروا تفهماً كبيراً للخطوط الحمراء في التعبير عن مطالبهم، من خلال تجنب الإساءة للملك أو المساس بالملكية، بل واستدلالهم بخطابات جلالة الملك باحترام وتقدير”.
ودعا بن كيران الشباب إلى الاستمرار في التعبير السلمي عن مطالبهم، لكن دون المساس بصورة البلاد أو خلق التباس سياسي في هذه المرحلة الدقيقة، مؤكداً أن “المغاربة يساندون من يحتج ضد الفساد، لكنهم لا يقبلون المسّ بالمؤسسة الملكية”.
وأبرز أن حركة “جيل زد” قدّمت إشارات إيجابية حين راجعت مطالبها وحصرتها في ثلاث نقاط رئيسية، إقالة الحكومة ومحاسبتها، تعزيز قطاعي الصحة والتعليم، والإفراج عن المعتقلين، وهي – بحسبه – “مطالب معقولة ويمكن التفاعل معها دستورياً”.
الامين العام لحزب العدالة والتنمية دعا شباب الحركة إلى “الامتنان لله ومراجعة قرارهم”، متمنياً أن “يُظهروا نفس المرونة التي تميزوا بها منذ انطلاق حراكهم”، مشدداً على أن “استقرار البلاد وصورتها يجب أن يظلا فوق كل اعتبار”.