في خطوة أثارت جدلاً واسعاً وسط أنصار نادي الكوكب المراكشي، أصدرت إدارة النادي مساء الثلاثاء بلاغًا رسميًا عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، هددت فيه من سمتهم بـ«مستغلي اسم وشعار النادي» باتخاذ إجراءات قانونية ضدهم. اللافت في البلاغ هو عدم التفريق بين من يستغل اسم النادي لأغراض تجارية غير قانونية، وبين من يقوم بنقل أخبار النادي وانتقاد أداء الإدارة على صفحات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي اعتبره كثيرون محاولة لتكميم أفواه المنتقدين.
ويأتي هذا البلاغ في ظل تصاعد التساؤلات الحادة حول مستقبل النادي، خصوصًا فيما يتعلق بالمشاريع المعلقة والغموض المحيط بها، إضافة إلى ضعف التسيير الذي لم يجد له أنصار حلاً من الإدارة.
تهديدات بلا حلول حقيقية
رغم تأكيد البلاغ على الحقوق القانونية للنادي، والتزامه بحماية اسمه وشعاره، إلا أنه أغفل معاناة الجماهير التي طالبت منذ سنوات بإنشاء متجر رسمي لبيع منتجات النادي، وهو مطلب لم يستجب له المكتب المديري حتى الآن.
السؤال الذي يطرحه المتابعون: كيف يُمنع الجمهور من ارتداء قميص يحمل شعار ناديه، في الوقت الذي لا يتوفر فيه النادي على متجر رسمي؟ وهل حماية الشعار تبدأ بالتهديد أم بترسيخ قيمته داخل الملعب أولاً؟
غياب الشفافية حول الأكاديمية… وصمت يثير التساؤلات
تزامن صدور البلاغ مع نقاش محتدم داخل أوساط النادي حول اتفاقية إنشاء أكاديمية الكوكب المراكشي، التي تبدو مشوبة بالغموض واللبس، ولا تلاقي قبولًا واسعًا من بعض مكونات النادي.
وبالرغم من حجم الجدل، لم يصدر عن الإدارة أي توضيح رسمي أو رد على الأسئلة المطروحة، في حين باتت صفحات التواصل التي تناقش هذا الموضوع هدفًا للبلاغات والتهديدات القانونية.
صمت الإدارة حول الأملاك وتغييرات خطيرة
من القضايا الجوهرية التي تثير القلق، ما يتعلق بمصير مركز التكوين القنسولي، الذي يُعتبر صرحًا رياضيًا مهمًا تأسس في تسعينيات القرن الماضي بجهود رجالات النادي، حيث تُطالب الإدارة الحالية بالتنازل عنه مقابل وعود بمنح مساحة بديلة في أطراف المدينة.
وفي السياق ذاته، شهد ملعب العربي بن مبارك تغييرات خطيرة عبر تحويل تصنيفه من «مرفق رياضي» إلى «منطقة مشاريع حضرية» دون أي إعلان رسمي أو نقاش عام، ما يفتح الباب أمام مخاطر التغييرات العقارية التي قد تهدد وجود هذا المعلم الرياضي التاريخي.
الجماهير شريك أساسي… وليس خصمًا
يرى مراقبون أن إدارة النادي بقيادة إدريس حنيفة تتعامل مع الجماهير وكأنها خصم، معتبرة كل صوت نقدي تهديدًا، وكل رأي مخالف إزعاجًا، في حين أن الجمهور هو صانع النجاح الحقيقي للنادي، وحافظ على اسمه رغم تقلبات الإدارة.
ويُنتقد الرئيس على تهديده بالمتابعات القضائية ضد أنصار النادي، بدلاً من الانفتاح على الحوار ومحاسبة أي فشل في تسيير الفريق.
خاتمة: هل تنقذ الإدارة ما يمكن إنقاذه؟
يبقى السؤال مطروحًا حول مدى قدرة الإدارة الحالية على مواجهة التحديات الحقيقية للنادي، سواء كانت مالية أو تنظيمية أو تتعلق بالحفاظ على الممتلكات التاريخية للنادي.
فالبلاغات التي تركز على حماية الشعار وحده، دون موقف واضح وصريح من مصير الأملاك والمشاريع الكبرى، قد تكون مجرد غطاء لتمرير أجندات غير معلنة على حساب تاريخ وأمل آلاف الأنصار.