آخر الأخبار

بروفا فاشلة

إدريس المغلشي

الملاحظ رغم وجود عدد كبير من الأحزاب السياسية اننا أمام خلاصتين هامتين الأولى أن اسماء هيئات بعينها محدودة في خمس أوست معلومة تتردد بكثرة دون الباقي والبعض الآخر القليل محدود في ثلاث او اربع هيئات تلتحق مع اقتراب التسخينات السياسية دون ان ندقق في اسمها وكاننا نردد مصطلحا مستعصيا غير مفهوم وهي خلاصة تشير أن موت السياسة في عهدنا الزاهر قد انتشر مع مايتردد من شعارات كبيرة وطموح واسع لايعكس حقيقة الإهتمام بالسياسة لدى غالبية المواطنين .الملاحظة الثانية ان حتى تلك الاحزاب المشهورة لاتذكر باسمها بل باسم أمينها العام مختزلة لعدم تمكن المتابع من اسم الهيئة.صورةتعكس حقيقة فشل التناول السياسي في رقعة الوطن ونحن نعيش أسوأ مرحلة تدبير لها.ولعل ماساوية النتيجة راجعة بالأساس لكثير من العوامل وتلك خصوصية تتمتع بها الساحة السياسية المغربية والتي ساهم فيها الجميع كل من موقع مسؤوليته دون ان نلتفت لخطورة غياب الأحزاب كإحدى اهم الآليات للديمقراطية التشاركية.
في الآونة الأخيرة أصبحت الأحزاب مجرد كنتونات معزولة بلاوجود فعلي ولاروح تذكر ولا تأثير على المواطن والمناخ السياسي .ترديها راجع بالأساس لغياب الديمقراطية الداخلية ودخول المال على الخط وانعدام الكفاءة داخل فضاءاتنا السياسية. وظهر مؤخرا تغول من نوع خاص بعدما سيطرت المقاولة على مقاليد السياسة والاقتصاد في سابقة لم تحترم الفصل بين مجال تأطير المواطن وحماية مصالحها فآثرت ان تحمي قلاعها على حساب معاناته وظروف عيشه فوسعت الفارق بين نخبة متغولة وطبقة مسحوقة لا حول لها ولاقوة في السلم الاجتماعي. لعل من ابرز ملامح التردي ان نشاهد كيف استطاع حزب المقاولة تجييش المواطنين من اجل الحضور للقاءات تواصلية تعتمد على الجانب الكمي تخونه فيه الكلمات وتكشف عورته التدخلات. كيف نحقق نبل السياسة والوعي المتقدم في ظل حضور اجساد تضع على رأس فارغة قبعة تحمل شعار حزب مع سندويش ومبلغ مالي زهيد لاشك انه ماخوذ من عرق المواطنين ؟ !!!
فشل السياسة الحالي لم يعد يقتصر على غياب المواطن وسؤال وعيه بقضاياه الآنية والحارقة بل امتد إلى معارضة هشة رغم قلة عددها وضعف تأثيرها على النقاش السياسي العام تفشل في تسجيل ملتمس الرقابة وهدف في شباك حكومة تضارب المصالح . والتي لاتتأخر في تقديم كثير من الفرص من أجل اسقاطها لكنهاتعرف جيدا كيف تؤجج الصراع من داخل معارضة مترددة هجينة و بين صفوفها. من يحاول الظهور بالقوة المطلوبة رغم عدم امتلاكه لمقوماتها وبين من يتحرش من خلال الإصطفاف بداخلها بغرض اقتناص فرصة تعديل حكومي أملا في مناصب تلبي رغبات داخلية غير بريئة . الصورة في النهاية غير مشجعة ولا متفائلة تساهم بشكل قوي في جعل كثير من مقتضيات دستور2011مجرد حبرعلى ورق مادام هناك من هندس رقعة السياسة الانتخابية على مقاس يستحيل معها ان تكون هناك معارضة قوية .لكن المضحك المبكي ان تكون ضعيفة وزاد من ضعفها تخاذل البعض وهي مؤشرات يستحيل معها أن نكون أمام بروفا سياسية توحي بما صرح به بعض المعلقين تنفيس للمناخ السياسي بقدر مانحن أمام مهزلة سيذكرها التاريخ بأسف شديد ليدين بقوة كل من ساهموا في التخطيط لها ورسم معالمها وهم يتواطأون على قتلها وتشييع جنازتها ومواراتها التراب.