105
برقية إلى صاحب الجلالة محمد السادس أعزه الله
من مالكة العاصمي
مفكرة/ قيادة في حزب الاستقلال/ نائبة برلمانية سابقة
باسم الله الرحمن الرحيم
صاحب الجلالة
أعزكم الله ونصركم
إن ما تعانيه غزة اليوم يسائل الضمير العالمي، من الأمم المتحدة مرورا بمنظمات حقوق الإنسان حتى محكمة العدل الدولية. في الوقت الذي يدين مرتكبي هذه المجزرة وكل من يدعمهم أو يساندهم ويختلق المبررات لأفعالهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. كما يسائل هذا العصر وهذا الزمن الذي شهد مذبحة شنيعة ـ ضد شعب يعاني الإذلال والمهانة والنهب اليومي، ويقاوم من أجل حقوقه المشروعة، ومن أجل تحرره وانعتاقه، والذي يتعرض من محتليه ومغتصبيه للإبادة الشاملة.
إن ما يشاهده العالم من قصف مجرم من الجو والبحر والبر. من هدم للبيوت على رؤوس ساكنيها وتحويل الأطفال والنساء والشيوخ وعموم الأبرياء إلى أشلاء وقتلى ومعطوبين، وردم آخرين تحت الأنقاض، ومن استهداف للتجمعات البشرية والملاجئ والمدارس والمستشفيات وبيوت الله، ونسف للبنيات التحتية المختلفة، وتعميم الخراب والدمار، ومن الحصار في زنزانة ضيقة اسمها غزة يقطع عنها الماء والغذاء والكهرباء والدواء والطرق ويخضع شعبها للتجويع والتعطيش والتصفية الجماعية، مما تجرمه القوانين الدولية والإنسانية والإسلامية، دون أن يتدخل لوقف كل ذلك، وهو أمر لا يمكن أن يسكت عنه.
وإنكم يا صاحب الجلالة ليس بوصفكم رئيس لجنة القدس، ولا بوصفكم أمير المؤمنين.
ولكن بوصفكم من سلالة رسول الإنسانية خاتم الأنبياء، الذي أمر أتباعه المبعثين لتبليغ رسالته بالقول “لا تغدروا ولا تغلوا ولاتمثلوا، ولا تقتلوا الولدان ولا أصحاب الصوامع”
وكذلك بوصفكم مسلما يؤمن بقوله تعالى: (أُذِنَ للذين يقاتلون بأنهم ظُلِموا)
وأكثر من ذلك وأهم من ذلك، بما يربط بلادكم مع دولة إسرائيل وقياداتها الرئيسية ومواطنيها وشعبها من علاقات، وما لكم لديهم كما يدعون من مكانة ومقام، ثم بما يقدمه المغرب لكل هؤلاء من تسهيلات ومساعدات سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية ومخابراتية وعسكرية، من شأن كل ذلك أن يكون أداة ضغط على إسرائيل للإيقاف الفورى السريع لجرائمها ومظالمها تجاه هذا الشعب الموجود حاليا داخل محرقة.
إن لديكم ياصاحب الجلالة أدوات كثيرة هذا وقت استعمالها لوقف أكبر جريمة إنسانية ترتكب في هذا العصر، وإنكم لها، وإنكم لصاحبها. والسلام عليكم ياصاحب الجلالة ورحمة الله تعالى وبركاته.
وفقكم الله وأعانكم وسدد خطاكم. وتفضلوا يا صاحب الجلالة بتقبل أخلص التقدير والإعزاز.
مالكة العاصمي
الأحد 12 نونبر 2023