آخر الأخبار

بايتاس: الأحرار لا يعلق إخفاقاته على التماسيح… والمغاربة يردون بـ99% ضد حصيلة الحكومة

في وقت يزداد فيه الغضب الشعبي بسبب غلاء المعيشة وتدهور الخدمات العمومية، خرج مصطفى بايتاس، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، ليدافع عن حصيلة حزبه ورئيس الحكومة عزيز أخنوش، مهاجماً المعارضة بدل تقديم أجوبة مقنعة حول فشل السياسات الحكومية. بايتاس أكد في لقاء حزبي بمراكش أن “الأحرار لا يعلق إخفاقاته على التماسيح والعفاريت”، لكنه لم يقدّم أي بدائل عملية لمعالجة الأزمات المتفاقمة في الصحة والتعليم والتشغيل.

تصريحات القيادي التجمعي جاءت خلال الجولة الخامسة من مبادرة “مسار الإنجازات” بجهة مراكش آسفي، التي حرص الحزب على تنظيمها بحضور قياديين ومنتخبين ومناضلين، في محاولة لتسويق صورة إيجابية عن أداء الحكومة. غير أن هذه الصورة سرعان ما تتهاوى أمام واقع مرير يعيشه المواطن المغربي يومياً، حيث باتت الأسعار تحلق في مستويات قياسية، فيما تتراجع الخدمات العمومية بشكل مثير للقلق.

بايتاس هاجم المعارضة، معتبراً أنها “بلا بدائل” وأنها تعيش على “اللايفات وردود الأفعال”، متناسياً أن حكومته نفسها تفتقر إلى حلول حقيقية، وتكتفي بتبريرات وشعارات لا تقنع الشارع. فالممارسة السياسية التي يتحدث عنها تظل خطاباً إنشائياً لا صلة له بالواقع، ما دامت الحكومة عاجزة عن كسب ثقة المغاربة وإقناعهم بجدوى برامجها.

الأرقام تكشف حجم الفجوة بين خطاب الحزب الحاكم وواقع الناس، إذ تؤكد استطلاعات للرأي أن فقط 1 في المائة من المغاربة يضعون الثقة في حكومة أخنوش، بينما 99 في المائة غير راضين بتاتاً عن حصيلة أدائها التي يعتبرونها ضعيفة ورديئة. هذه المعطيات تُفند كل الخطابات الرسمية حول “الإنجازات”، وتؤكد أن المزاج العام يسير في اتجاه محاسبة الحكومة على فشلها الذريع.

وفي الوقت الذي دعا فيه بايتاس مناضلي حزبه إلى مواصلة “سياسة القرب”، يظل السؤال مطروحاً: أي قرب هذا الذي يتحدث عنه؟ هل هو قرب من المواطن المرهق بالزيادات المستمرة في الأسعار وانعدام العدالة المجالية، أم قرب من شبكات المصالح التي تستفيد من موقعها في السلطة؟ الواقع يقول إن “مسار الإنجازات” ليس سوى مساراً لتلميع صورة حكومة فقدت ثقة الشارع، وغرقت في تبرير إخفاقاتها بدل تحمل المسؤولية السياسية والأخلاقية.