آخر الأخبار

باريس سان جيرمان يعتلي عرش أوروبا أخيرًا!

في ليلة تاريخية لا تُنسى، توّج نادي باريس سان جيرمان بلقب عصبة الأبطال الأوروبية لأول مرة في تاريخه، بعد فوزه الكبير على إنتر ميلان بخمسة أهداف دون مقابل، في نهائي أُقيم على أرضية ملعب أليانز أرينا بميونيخ مساء السبت 31 ماي 2025. انتظر الباريسيون هذه اللحظة طويلاً، وتعاقبت الأجيال على الحلم، لكن هذا الموسم كان مختلفًا، وكانت ليلة النهائي استثنائية بكل المقاييس.

منذ الدقائق الأولى، بدا واضحًا أن باريس لا يريد فقط أن يفوز، بل أن يُهيمن ويكتب فصلاً جديدًا من المجد. وفي الدقيقة 12، جاء الهدف الافتتاحي ليؤكد ذلك. هدف حمل توقيع النجم المغربي أشرف حكيمي، الذي تحرك بذكاء داخل منطقة الجزاء واستغل تمريرة مركزة ليضع الكرة بهدوء في الشباك، معلنًا انطلاق ليلة فرنسية بطعم مغربي. لم يكن الهدف قوياً أو استعراضياً، لكنه جاء في الوقت والمكان المناسبين، ومن قدم لاعب يعرف متى يتقدم ومتى يحسم.

بمرور الوقت، بدأ التألق يتوزع بين الأقدام الباريسية. الشاب الفرنسي ديزيريه دوئي، الذي لا يتجاوز عمره 19 عامًا، قدّم أداءً مذهلًا، فسجل هدفين وصنع ثالثًا، مُثبتًا أن النجومية لا تحتاج إلى سنوات من التجربة بقدر ما تحتاج إلى ثقة وموهبة ورؤية في الملعب. كان دوئي يلعب وكأن النهائيات ملعبه الطبيعي، يراوغ ويناور ويقود الهجمات بثقة نادرة في لاعب بهذا العمر، ليجعل من نفسه رجل المباراة دون منازع.

وبين تمريرات كفاراتسخيليا وانطلاقات مايولو، بدا إنتر ميلان تائهًا وسط الإعصار الباريسي. الفريق الإيطالي، الذي دخل اللقاء بطموحات مشروعة، انهار سريعًا تحت ضغط الأداء الجماعي لباريس، ولم يستطع مجاراة النسق ولا مجابهة الحركية والتنوع في اللعب.

هذا الفوز العريض لم يكن ثمرة مباراة واحدة، بل تتويجًا لمشروع بدأ منذ أكثر من عقد. منذ سنة 2011، حين بدأت الإدارة القطرية استثمارها في النادي، وباريس سان جيرمان يتحول تدريجيًا من فريق محلي إلى قوة قارية، محاط بالنجوم ومثقل بالآمال. ورغم الانتقادات المتكررة بشأن اعتماد الفريق على المال، فإن ما حدث هذا الموسم يُثبت أن الاستثمار الذكي، حين يُرافقه عمل فني محكم ورؤية واضحة، يمكن أن يُثمر ألقابًا وإنجازات.

المدرب الإسباني لويس إنريكي كان واحدًا من مفاتيح هذا النجاح. بهدوئه المعتاد وبُعد نظره، أعاد بناء الفريق على أساس التوازن بين الخبرة والطموح، وراهن على أسماء شابة فجّر بها طاقات جديدة داخل التشكيلة. فاز إنريكي بثاني لقب له في دوري الأبطال بعد تجربته مع برشلونة، لكنه هذه المرة فعلها بطريقة مختلفة، أكثر نضجًا، وأقل اعتمادًا على الأسماء الرنانة.

الليلة، لم يكن باريس فريقًا فقط، بل كان فكرة… كان إيمانًا بأن الزمن قد يطول، لكن العدالة الكروية لا تخطئ دائمًا طريقها. لقد دخل نادي باريس سان جيرمان رسميًا نادي الكبار، لا باعتباره فريقًا يلاحق الحلم، بل كيانًا أوروبياً توج مساره الطويل بكأس طال انتظاره. لم تعد عصبة الأبطال حلمًا مؤجلاً، بل حقيقة تلمع في خزائن الفريق، وذكرى ستعيش طويلاً في وجدان مشجعيه، وفي ذاكرة كل من شاهد هذا العرض التاريخي.