آخر الأخبار

بائعة كلام

لاتتوانى بنت الصالحين كل مرة بإتحافنا بقفشاتها الصادمة. كيف تستطيع أن تقلص مسافات الحوار لتجعل منها مقاطع تشبه نكثا رديئة الإخراج.تقتنص بذكائهاالذي يخونها في كثير من اللحظات وهي تقع في مطبات حين توزع من كثير من الوعود على المواطنين كما ينثر الورود على فشلة. قد تسرقها لحظة حماسة فتنساق مع تفاعل الآخر لترد عليه بأكثر من تصفيقه او ترديد شعاره . يغيب في بعض المواقف الدور الأساسي للتأطير السياسي الضابط للكلام والمقدرللمسؤولية اتجاه المواطنين. تقدم طرحا بشكل يبني قصورا من الرمال ويحلق في سماء الخيال .ما يزكي هذا الطرح وبشكل جلي ان نسمع مشاريع وهمية لا اثر لها في الواقع على مدار أربع سنوات ونيف من التدبير نجد أن زمن طرحها قد فاق في حركيته عدد لفات مضمار الإنجاز. لانجد منها اثرا على المواطن المراكشي خصوصا وباقي المواطنين عموما سواء كعمدة أو كوزيرة وتلك طامة كبرى. تعدد المهام ليست ميزة بكثرة ماهي مجالات للتقييم والمحاسبة ليست نياشين توضع على صدر شخص لم يخض معارك قط .
للأسف اغلب الساسة في تناقسهم حتى لا أقول صراعهم غير محاطين بفرق تتمتع بكفاءة عالية وتخصصات تفيد في أجراة البرامج والتواصل مع الناس لشرح كثير من الأعطاب التي تظهر دون ان نجد من يعلل القرار وتزداد توثرا لحظة الفراغ. لاننا ببساطة أمام غياب قاتل.كل من يقتاتون على المحيط لاينقلون بواقعية حقيقةالأحداث لأنهم اعتادوا على طقوس “تنكافت ” و”كرنفالية ” الزيارات الميدانية للتسويق لانجازات لازالت حبيسةأوراق وتصريحات شفهية مادامت السيدة الأولى بالجهة تصر على بيع الصور عوض العمل على أرض الواقع وتقديم أجوبة عملية على ما تعيشه مراكش في ظل أربع سنوات عجاف . بعدما تبين أن اكبر مأزق سياسي تعيشه كشخصية متعددة المهام دون ان تستفيد منها بعدما اختارت جمع كل الصفات مع حفظ الالقاب دون أن تستحضر جسامة المسؤولية .
حين يستشعر المسؤول العد العكسي للزمن السياسي وهو ينفلت من بين يديه يبدأ في محاولة انتهازية عملية الهروب من نقط التوثر والبحث عن الحضور في مناسبات هادئة بدون ضجيج ولا احتجاج لالتقاط الأنفاس والصور بإصرار من أجل الرد على المنتقذين من حقنا طرح الأسئلة التالية : مامصير المحطة الطرقية التي أصبحت أطلالا دون تفعيل ؟ لماذا تم التصريح بست أنفاق وبحماسة مبالغ فيها ليصبح في الاخير نفقين فقط؟ هل هي سقطات حماسية غابت عنها دراسة الجدوى وقراءة الواقع بشكل جيد؟ لماذا تصر العمدة ومعها المجلس على الإبقاء على نقل عمومي متهالك عبارة عن خردة لاتصمد امام الحركية المتزايدة للسكان ؟
أمام هذا السيل المتزايد من الأسئلة وجبن الفاعل السياسي الغير القادر على المواجهة وانتظارات المواطنين . نعلم جيدا ان كثير من الشناقا وسماسرةالأصوات القادرين على تحريف ارادة الناس لجعلها تخدم ترسيم فاعل سياسي في المجمل لم يقدم اية اضافة ولا سجل حضورا مشرفا للدفاع عن المصلحة العامة لكن هندسة الخريطة مخدومة باتقان لأحزاب بعينها التي لاتتحرك الا في الزمن السياسي المناسب .فعوض ان نحاسبها عن التقصيرو عدم الوفاء بالتزاماتها تنقلب المعادلة لتصيرالالتزامات على شكل توسلات وطلبات. امام عينة من الفشلة لايجيدون سوى بيع الكلام ليس إلا.
ذ .إدريس المغلشي .