آخر الأخبار

امريكا و الأوضاع العربية الشرقية – 5 –

التعجيزية التي طلبتها سابقا من قطر . وخاصة لأن السعودية بحاجة إلى حماية سياسية ودبلوماسية من مجلس التعاون کاملا في أجواء الضغوطات المحتملة عليها من قبل إدارة بایدن في ملفات عديدة ، وفي مقدمتها قضية خشقجي . إلا أن وزير الخارجية القطري السابق ( جاسم بن حمد ) يكشف لنا عن الحقيقة الواضحة ، كما سبق له أن أبلغنا ، أن ما قامت به قطر من دور كبير في الحرب على سوريا ، لا تتحمل فيه وحدها المسؤولية ، لأن ما قامت به كان بضوء أخضر من | الملك السعودي الراحل ، وبتنسيق دائم مع الولايات المتحدة والسعودية وتركيا وحتى الأردن في غرفتي العمليات المديرة لهذه الحرب على حدود البلدين الأخيرين ، ولقد صرفت قطر خلالها ما يزيد عن مائة وثلاثين مليار دولار ، لكن ” الصيدة ” بتعبيره ، فلتت من بين أياديهم ! وفي هذه المرة ، علق على المصالحة الخليجية ، أن مجلس التعاون ليس إلا ” بوقا إعلاميا ” السياسة معينة ، وهو يقصد السياسة السعودية والإماراتية . ليس في التصريحين جديد سوى أنهما تأكدا بشهادة من وزير کبير مسؤول . و في تعليقه الأخير نستشف الحقيقة المعروفة أيضا ، أن كل دولة في مجلس التعاون الخليجي لها سياستها الخاصة وفق مصالحها في جل القضايا الكبرى بما فيها التطبيع مع إسرائيل والملف النووي والعلاقة مع إيران والأزمة السورية وباقي القضايا الأخرى . ولذلك ، ليس مجلس التعاون الخليجي في الوضع الراهن على الأقل إلا تجمعا سياسيا مهلهلا سيتراجع دوره الخارجي في الزمن القادم . ومن هنا نستشف أيضا ، لماذا شرعت كل من مصر والأردن والعراق في توسيع نطاقات تحركهم الجماعي المستقل ، وبغرض التأليف بين مصالحهم وخياراتهم المشتركة كقطب عربي صاعد . ومن تلك الانعراجات الالتفافة التركية الجديدة . و قد نوهت سابقا ، أنه ليس من مشروع في المنطقة من اهلها سوى المشروع الإيراني من جهة ، والمشروع التركي من جهة ثانية . ولكي لا تغوص في خصائص تركيا ونظامها السياسي ، نلحظ بسهولة ” التقلقل الحضاري ” الناجم عن موقعها الجغرافي وتطورها التاريخي الثقافي والاجتماعي ، بين الغرب المغلق الأبواب أمامها والشرق المفتوح الأبواب وراءها ،. بل يمكن القول ، أن من جملة العوامل التي جعلت الاتحاد الأوروبي ” رسميا ” يستعيد ويلح على انتهاء حضارته للثرات المسيحي ، سعي الدولة التركية لمجتمع مسلم وبتعداده السكاني المرتفع ، ولعقود ، للانضمام إلى عضويته . ولم يشفع لها في ذلك ، أنها الدولة العضو في حلف النيتو ، ناهيك عن أنها أول دولة من العالم الإسلامي اعترفت بإسرائيل حال نشأتها ، واستمرت تحافظ على علاقات اقتصادية واستخباراتية جيدة معها إلى اليوم .