لعل كل من يتجول بمراكش سيلاحظ الحالة المزرية التي أصبحت عليها مدينة البهجة ، و المتمثلة في غزو الباعة الجائلين و الفراشة و أصحاب العربات لساحاتها و شوارعها.. بل تحولت المدينة إلى أسواق مثناترة و عشوائية في كل حذب و صوب.. “يجتمع” العشرات من الباعة المتجولين فوق الأرصفة وفوق الطرقات، بينما يتعين على الراجلين والسائقين اتخاذ كامل الحيطة والحذر والتقليل من السرعة قدر الإمكان لتفادي مشاكل الازدحام التي تركت الحبل على الغارب، فوجدها الباعة فرصة لا تعوض لاحتلال المزيد من ساحات الشارع بتناسل عددهم يوما بعد آخر.
الظاهرة التي عجزت السلطات المحلية بمدينة مراكش عن إيجاد حل مناسب للحد منها، صارت تمتد وتتسع لتشوه المنظر العام للمدينة، وتضيق الخناق على الراجلين الذين تزدحم بهم الممرات العمومية في أوقات الذروة ،حيث ترتفع الحركة وتبلغ أوجها، بدءا من السويقة بالإضافة إلى محيط المساجد وغيرها من الأماكن و الساحات التي صارت قبلة لأنواع مختلفة من السلع والبضائع يعرضها الكبير و الصغير، بدون أي سند قانوني،و يحدث هذا أمام صمت رهيب للسطات المعنية وبالخصوص الملحقة الادارية الحي المحمدي الداوديات.. هؤلاء الباعة لا تطالهم عمليات المطاردة من قبل السلطة المحلية واعوانها، او دوريات القوات المساعدة ، كما كان في السابق
الكل أصبح يتسائل عن أسباب صمت وتغاضي السلطات المعنية عن التدخل لمحاربة الظاهرة في شخص والي الجهة، والتي تطرح أكثر من علامة استفهام، لتبقى المدينة غارقة في الفوضى والعشوائية والتشويه الممنهج لرونقها وجمالها.