إدريس المغلشي
قبل التطرق إلى تداعيات أحداث الأسبوع الذي نودعه لابد من الإشارة إلى ملاحظة مهمة فالعنف مرفوض ومجرم قانونا شرعاووضعا من اي جهة صدر ولا نقبله وليس هو الحل لكل إشكالاتنا التي نعاني منها ولا يساهم في تحقيق مطالب الشباب وعموم المواطنين التي من أجلها نناضل لقد أظهر الحراك كثير من الخلاصات لعل ابرزها وماأفرزه كون ثلاث فئات شبابية ظهرت بمستويات متباينة وفروقات واضحة لايمكن ان تغيب على كل متتبع يقظ. الفئة الأولى تتكون من شباب Z مثقف واع يتحدث بخطاب راقي وبلغات عديدة وبمضامين رفعت السقف عاليا وله من الإمكانات والمؤهلات تبين بالملموس ان هناك هدرفظيع لها وتعتبر في أعراف الدول المتقدمة التي تحترم نفسها وتقدر مواطنيها رصيدا مهما في مسارالتنمية والتقدم من أجل توظيفها في عدةمجالات لاشك انها ستساهم في الاقتصاد كدولة تسعى لتحسين مستوى عيشها بما يضمن كرامة المواطنين.لاشك ان اسلوب ومهارة حوارها يفوق بكثير بعض مسؤولينا مما أظهر تباينا يعيد سؤالا حول مكانة الكفاءة ومعطى اساسي معروف وشائع بيننا دون ان يجد له صدى ( الرجل المناسب في المكان المناسب ). الفئة الثانية شبيبة الاحزاب التي غابت عن الأحداث وظهر جليا أنها مجرد رديف ثانوي لتأثيث المشهد السياسي. يؤكد ان المبادرة داخل الجهاز منعدمة ممايوضح كذلك أنها تعيش تحت رحمة ووصاية الراشدين ولاحق لها في خلق جسور بينها وبين شباب غير منخرط اساسا في الاحزاب وبالتالي اي دور لها يجعل منها فاعلا أساسيا وحقيقيا في الساحة ؟ بل ذهب بعض المحللين كونها نسخا كربونية تعيد النقاش حول إفلاس حزبي لن ينتج بالضرورة نخبا سياسيا عكس ماكان سابقا حين كانت شبيبة الأحزاب الوطنية تتماهى بشكل كبير مع بروفيلات وقيادات كان لها حضورا متميزا في الساحة يضمن بشكل رئيسي ويطمئن الجميع ان الخلف موجود ولاخوف على مستقبل السياسة في البلد، حين كانت تخدم الهيئة السياسية ومن خلالها الوطن اما الآن فالامر يختلف فكل مسؤول حزبي لايخدم سوى نفسه واسرته وعشيرته على حساب وطن بأكمله.الفئة الثالثةخارج حسابات الكل ولن تجد لها اثرا في برامج ومناهج الحكومة ولا في مخططاتها انهم اطفال ومراهقين ضائعين على الهامش بلا مستوى دراسي ولاتكوين هم نتاج فشل منظومة نجتر اعطابها منذ زمن بعيد. في كل رجة اوعملية تخريب همجية مدانة نثير النقاش حولها ثم يطويها النسيان لتخمد مؤقتا ونكون قد ساهمنا في عودتها بشكل اقوى وأعنف يثير اسئلة تبقى معلقة بدون جواب .
الفئات الثلاث ضحايا سياسة لاتضمن العدالة المجالية ومتمركزة حول الذات اكثر مماهي منفتحة على الجميع تكشف حقيقة سوء تدبير بدرجات متفاوتة لانختلف حولها وتحتاج لمقاربة تحترم خصوصية كل فئة على حدة . إن أول عائق يواجه المسؤول قدرته على فهم هذه الفئات من أجل مخاطبتها باللغة التي تتقنها وغائبة عنه وان ينزل البعض من برجه العاجي بتجاوز المعيقات السابقة . فالوطن يحتاج لكل ابنائه دون إقصاء ولا تهميش فهو فوق الجميع .