آخر الأخبار

الوزيرة تستفيق: مرحباً بك في المغرب العميق !

يبدو أن السيدة الوزيرة فاطمة الزهراء المنصوري قد استيقظت أخيراً من سباتها العميق، بعد ثلاث سنوات من الهدوء الوزاري الذي لم يعكره سوى بعض التنقلات بين و الرباط والدار البيضاء ومراكش، وحتى الصويرة – بطبيعة الحال و يمكن ان نضيف المدن المتضررة من زلزال الحوز. لكن فجأة، وعلى مشارف السنة الأخيرة من ولايتها الوزارية، حدثت المعجزة: الوزيرة تذكّرت أن المغرب لا يتكوّن فقط من مثلث الذهب العمراني، بل هناك أيضاً مغرب عميق … عميق جداً!

في خطوة مفاجئة، وربما بطولية، حملت السيدة الوزيرة ملفاتها (وربما مسبحتها أيضاً) وشدّت الرحال إلى مدن مثل ورزازات وزاكورة وأكدز، بل لم تكتفِ بذلك، بل زارت حتى الأولياء الصالحين، علّهم يباركون هذه “الصحوة العمرانية” المباركة. والحقيقة أن هذه الزيارة النادرة جعلت البعض يتساءل: هل الأمر يتعلق برؤية استراتيجية مستجدة، أم أن الأمر لا يعدو أن يكون حملة انتخابية قبل الأوان؟

ما علينا، فالمهم أن الوزيرة أدركت أخيراً أن جيليز ليس في أمسّ الحاجة إلى التجديد الحضري بقدر ما تحتاجه مدن نسيت من خرائط التنمية لسنوات، وأن سياسات المدينة لا يجب أن تكون حكراً على الواجهات السياحية بل تشمل أيضاً المناطق التي لا تصلها عدسات المصورين إلا في الكوارث الطبيعية، كما حدث مع زلزال الحوز.

نهنئ الوزيرة على هذه الصحوة المتأخرة، ونتمنى صادقين أن يسعفها الوقت –  والعزيمة – لتكملة الجولة. فالمغرب العميق لا يقف عند ورزازات، فهناك أيضاً كلميم، لعيون، الداخلة، جرادة، بوجدور، ووجدة… كلها مدن تنتظر من يرفع عنها غبار التهميش، ويذكرها بأنها لا تزال على الخريطة الوزارية.

فهل ستتمكن السيدة الوزيرة من زيارة المغرب بأكمله قبل أن يسدل الستار على ولايتها؟ وهل ستتحول هذه اليقظة المتأخرة إلى برامج فعلية لا إلى مجرد صور وبلاغات؟ ننتظر ونترقب… ومن يدري، ربما في الانتخابات المقبلة، نصوّت أيضاً لصالح وزارة مستيقظة منذ اليوم الأول .