آخر الأخبار

النظام العالمي المعاصر

عبد الصمد بلكبير

منذ بداية التاريخ، وتأسيس الأمم والدول، ارتبطت صراعاتها الاجتماعية الداخلية، بصراعات الدول القديمة والوسيطية والحديثة، حول من يتصدر منها ويسود ويقود، فكان النظام الامبراطوري، ثم الامبريالي حديثا والامبريالي الجديد راهنا .

قام النظام العالمي المعاصر على دعامتين، وبالكاد افلح نسبيا، وهو اليوم قائم على دعامة واحدة، فكيف به ان يسود ويفرض نظامه الاستعماري وتمة قوى صاعدة متعددة ومتنوعة، مقاومة ومناضلة، من اجل نظام عالمي جديد اكثر عدلا ومساواة وديمقراطية في العلاقتين الاجتماعية الوطنية، والعلاقات الدولية، وهذا هو بيت القصيد في الصراعات السياسية الراهنة والقابلة، ولن تتوقف، سوى بتجاوز أوضاع الاستعمار وتفكيك الاوطان، والربا الفاحش، والابتزاز والنهب والتدخلات والحروب والفتن و(الثورات)المفبركة .
يعتبر الوضع شبه الاستثنائي، المستقطب عموديا للتناقضات الاجتماعية-السياسية في امريكا، والمفضي لحله حتما بالتفكك عن طريق حرب اهلية؟! منتوج وضعها التاريخي المزدوج، كدولة قومية وامبريالية في نفس الوقت، ما يعني ان سياساتهاالخارجية، لا تعكس سياستها الداخلية، كما هو وضع جميع الدول الوطنية، بل ان العكس هو القاعدة في امريكا، ومن لا يراعي ذالك تحليلا وممارسة، لن يوفق في فهمها، واحرى في التعامل معها، موالاة او مقاومة،
ذلك يعني ان للدولة الامريكية حكومتان في الواقع العيني، الاولى يعرفها الجميع، وهي، عموما، تشبه غيرها من الدول القوميةالقائمة، (دستور،محكمة عليا، برلمان، رئيس وحكومة،ولايات،جيش وامن وديبلوماسية،،،)
وحكومة عولمية معلنة وخفية، هيcia تحكم العالم وتسيره وتوجهه بأساليبها، الظاهر منها، وهو الاقل، والخفي المتستر، وهو الاغلب، ولا احد يهتم به، واحرى ان يعرفه موارد ومصاريف الا دارة الامريكية وطنيا، تعتبر شفافة على العموم، بما في ذلك، غالبا، اجور موظفي cia،
اما موارد ونفقات ادارة الحكومة العولمية cia، فهي سرية، ويكاد لا يعرفها امريكي مطلقا، الا ما يتصل منها بنتائجها السياسية او الاقتصادية الملموسة في جميع اقطار العالم، بما في ذلك امريكا نفسها (=انتاج السلاح وتصديره، مثلا، بعد اصطناعها لحروب اهلية او حدودية، او التهديد بها ،،)
جيوش السيئة في العالم من العملاء والمرتزقة والمافيات والصحافيين والاساتذة والادباء والفنانين ،،، المباشرين وغير المباشرين ، والمغفلين والمغرضين والمتوهمين، ومرضى عداء الاهل والاصول،،، يستحيل حصر عددهم، وكذلك هيئات ومؤسسات (الاغيار او الاخر) التي تمولها في العالم : قنوات ، اذاعات، صحف، مراكز(علمية)، جمعيات (مدنية) شركات سينما وغناء ونشر ،
والاهم الاحزاب (يسروية،دينية،قبلية،،،) والنقابات، التنظيمات والشركات الارهابية،، ورموز الدول والمجتمعات في العالم، بما في ذلك الداخل الامريكي (=بوش1/كلينتون/بايدن،،،) والكثير من حكام الولايات واعضاء الكونجريس، والقضاة،،،) بالتمويل او بالابتزاز وتوفير الحماية الاعلامية،،،
3 – ترى من اين تاتي موارد هذه (الامبراطورية) التي تسود وتحكم العالم ، باستثناءات محدودة جدا، بما فيها امريكا نفسها، التي يقاوم جزء منها نسبيا هذه السيطرة لـ cia اطلاقا من روزفلت مرورا بكندي ونكسون وكلينتون واوباما (جزئيا) بلوغا الى ترومب، الذي زوروا عليه الانتخابات الاخيرة، وذلك بعد ان فاجأهم، بانتصاره على مرشحتهم ضده (كلينتون)
سر نفوذها العولمي-الاستعماري الجديد، يكمن في مواردها الغنية والمتعددة والتي تقام اسواقها بالليل، حيث البشر نائمون وغافلون عما يدبر لهم بالنهار،اهم ذلك،ودون ترتيب او تصنيف بحسب الاهمية ما يلي:
جميع انواع واسواق المخدرات في العالم، الطبيعي منها والمصنع، واهم ذالك كان (افغانستان) وهزيمتهم بها هو ما يفسر الاهتمام الامريكي المستجد بتقنين السوق المغربية، ودخولهم لها كمستثمرين، لا فقط كحماة منظمين ومستفيدين سياسيا وبالتضريب، ومن تم اضعاف اسبانيا بالتبعية؟!
جميع صالات القمار وشركات اليانصيب في العالم، واذا سمعتم عن فائز ما معتبر، فتاكدوا انه منهم ؟! فضلا عن تضريبهم جميعا
تجارة السلاح جميعا، المعلن منها، والسري المهرب، لديها منهما نسبة محترمة
صناعات التزوير والغش والتقتيل البطيء السرية : للادوية، السجائر ، الخموروالاغذية،،،، فضلا عن التهريب والتبييض، والقرصنةالبحرية، وحتى السرقات احيانا
تزوير عملات (الاغيار)المناوئين، بقصد احداث التضخم في اسواقهم، او تمويل عملايهم وفتنهم داخل اقطارها (كانت الاقطار الاشتراكية، تغير عملاتها دوريا، تلافيا لذلك وضدا على الاكتناز)

4 – اما ادواتها لتحقيق اغلب ذلك، فهي اساسا، الاف المافيات المنتشرة في جميع الاقطار الراسمالية ضرورة ، فهي مضطرة لتقديم خدماتها للسيئة عند الحاجة (اغتيال مثلا، او اعطاب واحراق، او تمويل، اوتجييش،،،) والا فان مصيرها متابعة قضائية في بلدها الاصلي، ذلك لان ملفاتها الاجرامية هي بين ايديها طبعا (تطهير 1996 بالمغرب) والا تدخلت هي نفسها مباشرة اذا تعذر الامر، (اعتقال الرئيس نوريغا في بانما عندما تمرد عليها في تجارة المخدرات)
غير ذلك ، فهي قد توظف اشخاصا (الوليد،،) او هيئات سياسية (بعض الاخوان) او حتى دول (النمور سابقا وتركيا حاليا) للاستثمار نيابة عنها ، وتستفيد من ارباحها، عن طريق شبكات معقدة من المعاملات، تسمح بها خاصة، الملاذات الضريبية، ومراحيض غسيل الاموال (سويسراواسراييل،خاصة) ولهذه الوظائف القذرة اصطنعوها ويحافظون عليها اصلا، رغم تضرر الادارة والاقتصاد الامريكي منها احيانا،
جلي جدا، ومن خلال جميع انواع انشطة الادارة الامريكية للعولمة الاستعمارية الجديدة،كيف ام وسائلها واهدافها الاقتصادية-الاجتماعية المغرضة،تتكامل،بل وتتطابق مع اهدافها السياسية-الاخلاقية المتهتكة،منها،(عهارة راقية،قمار،مخذرات،عنف وارهاب،قرصنة ونهب وتبييض،خلاعات فنية،تفاهات فكرية وادبية،،الخ)ما يؤشر. الى انحطاط شامل للراسمالية الاحتكارية-الربوية،طبقة ونظاما(=فوضى) مأزومين ومفلسين،وفي شروط انهيار وتفكك،انها تشبه المنشار،تصعد مستغلة، وتهبط متهتكة، منتوج مزدوج،لحركة واحدة، شر مطلق، وخراب عام للبشر وللدين وللمدنية وللنظام وللعقل والوجدان وللاخلاق،