حسن الرحيبي
في سَنة 1604 استقرّ المُرابط سي محمد العيّاشي المالكي الزّغبي باولاَد بوعزيز بأمر من شيخه عبد اللّه بن حسّون الذي يعيش بسلاَ . ومنذ ذلك الحين لم يكفّ عن الانشغال بالحرب المقدسة بحماس شديد ، معرباً عن نيته بأن يكون بدون شفقة ولا رحمة تجاه الأعداء المَسيحيين . فقد كان يعرف كل حيَل الحرب ومَكائدها وخدَعها .. كما كان دائماً في مقدمة الصّفوف بدون كلل ولا ملل . منقاداً بشجاعة نادرة ، مبدياً اندفاعاً لاَ نظير له . وسُرعان مَا انتشر صيته عبر كل البلدان . ومن بين أفراد الشّعب لاَ حديث إلاّ عنه ، وعن قدراته وحماسه في مواجهة العدو الكافر .
انتهىٰ العيّاشي قائداً معيّناً بآزمّور . ليقود حملاَت قوية لاستنزاف البرتغاليين بمازاغان . حاصَرهم داخل المَدينة ، واختطف قطعانهم ومنعهم من حرث أراضيهم ممّا أثار غيرة وشكوك مولاي زيدان السّعدي ففرّ هارباً نحو سلاَ سنة 1614 .
عَن نزهة الحَادي
محمّد الصّغير الإفرَاني
من كتاب les doukkala
صَفحة 76
لميشو بيلير