آخر الأخبار

الملحون المغربي.. فن الكلام

4/3 الشيخ عمر بوري الروداني يبدع في نظم قصائد الملحون والزجل الشعبي

بدأ الشيخ بوري ينظم قصائد الملحون وأتقن أدوات هذه الصناعة بما تشمله من بحور الشعر وطبوع الغناء وأنواعها ومختلف ألحان بأنغام رودانية مغربية أندلسية ونظم في مختلف الأغراض.

دأب الزجال الحاج عمر بوري طوال حياته على تجنب كل ما من شأنه أن يعكر مزاج وصفو الخاطر إزاء الآخرين، وهو ما أكسبه شعبية رودانية ومحبة واسعة في قلوب جميع من عرفوه بالمعاملة والمخالطة والمعاشرة، وعلاقة طيبة بأصحاب صنعة الكلام على المستوى الوطني وأضحى مستشار خبير بفن الملحون لدى أكاديمية المملكة المغربية حسب مراسلات عديدة من أمين سرها الدائم الأستاد الدكتور محمد بربيش.

كبير في تواضعه وهادئ في طبعه وحسن سمته ووافر معرفته بفن الملحون كما كتب الأستاذ عباس الجراري في تقديمه لديوان أصدره الشيخ الحاج عمر بوري يجمع قصائده التي نظمها،  فضلا عن ما يتميز به من حفظ غزير للقصائد الملحونية وعصاميته التعليمية وما لها من تأثير في صقل موهبته وتثقيف إبداعه وهو ما جعل منه هرما في فن نظم قصائد صنعة الكلام ومبدع في الزجل الشعبي نظما ولحنا وأداء.

كان الحاج عمر بوري شيخ الملحون معتادا على اقتناء بعض كتب الحكايات، ثم معاشرة بعض أصحاب الحرف كل ودوقه الفني ليستقر قراره على هواة صنعة الزجل الشعبي ونظم الكلام وصبر القوافي، ولم يتوقف شغف شيخ الملحون عند هذا الحد بل ظل يطمح لما هو أرقى عبر المواظبة على بعض برامج الإذاعة الوطنية، رغم كون انتشار المذياع لازال وقتئذ في بدايته ويعد من الرفاهية والترف.

يؤكد الحاج عمر بوري شيخ صنعة الزجل بتارودانت أن كتاب “القصيدة” لمؤلفه عباس الجراري كان دليله إلى فطاحل صنعة الكلام على المستوى الوطني، أيضا مبادئ قياسات النظم ليشق بعدها مساره في نظم الزجل لوحده قبل ثلاثة عقود ونصف، حيث نظم في أغراض زجلية متنوعة كالمدح والرثاء والغزل والإخوانيات والزجل الديني والوطني، إلى أن تمكن آخر المطاف بمجهود شخصي وطموح تذكيه عزيمة قوية من الوقوف فوق منصات المهرجانات الكبرى الوطنية بكل من مكناس وفاس ومراكش وسلا والرشيدية، ثم الجلوس خلف ميكروفون الإذاعة الوطنية وأمام كاميرات التلفزة المغربية.