آخر الأخبار

المجلس الجماعي خارج التغطية في احتفالات رأس السنة الميلادية

بعد فضيحة الكان في مراكش … المجلس الجماعي خارج التغطية في احتفالات رأس السنة

لم تكد مدينة مراكش تلتقط أنفاسها بعد التنظيم الذي وُصف بالكارثي خلال احتضان بلادنا لأولى مباريات كأس إفريقيا للأمم، حتى أطلت مناسبة رأس السنة الميلادية، لتكشف مرة أخرى حجم الارتباك وغياب الرؤية داخل المجلس الجماعي، الذي بدا هذه المرة خارج التغطية تمامًا، وفي انفصال شبه تام عن مكانة المدينة السياحية العالمية.

فمراكش، التي اعتادت أن تكون قبلة للمشاهير والسياح خلال احتفالات نهاية السنة، استقبلت هذه المناسبة في أجواء باهتة، بلا زينة، بلا أضواء، وبلا أي مظاهر احتفالية تليق بمدينة تُصنَّف ضمن أهم الوجهات السياحية في العالم. ورغم توافد أسماء عالمية بارزة، من قبيل المغنية الأمريكية Madonna، ونجوم كرة القدم الأوروبية مثل Kylian Mbappé و**Aurélien Tchouaméni** من نادي Real Madrid، إلى جانب ousmane Dembélé و Jules Koundé لاعبي FC Barcelona، فإن المجلس الجماعي بدا غائبًا عن الحدث، وكأن المدينة تعيش حالة اكتئاب حضري غير مسبوقة.

هذا الغياب يطرح أكثر من علامة استفهام حول دور المجلس الجماعي في مواكبة المناسبات الكبرى، ليس فقط من باب الترف أو المظاهر، بل من زاوية التسويق الترابي ودعم الاقتصاد السياحي المحلي. فاحتفالات رأس السنة، في كل المدن السياحية العالمية، تُعد فرصة استراتيجية لتلميع الصورة، وتحفيز الإنفاق، وخلق دينامية اقتصادية تعود بالنفع على المهنيين والساكنة على حد سواء.

وإذا عدنا بالذاكرة القريبة إلى عهد المجلس السابق الذي قادته العدالة والتنمية، والذي كان يُتَّهم آنذاك بعدم القدرة على تدبير مدينة “منفتحة” مثل مراكش، نجد أن شارع محمد الخامس كان يتزين بالأضواء، وتُخلق أجواء احتفالية تُشعر الزائر والمقيم معًا بأن المدينة حاضرة وتواكب الزمن السياحي العالمي. أما اليوم، فالمفارقة صارخة: مجلس يرفع شعارات الحداثة والتدبير العصري، لكنه يعجز عن أبسط مقومات الاحتفال بمدينة عالمية.

المقارنة مع مدن سياحية نظيرة لا تصب بدورها في صالح مراكش الحالية؛ فهناك تُسخَّر الإمكانيات، وتُعبَّأ الموارد البشرية واللوجستيكية، وتتحول المدينة إلى مسرح مفتوح للاحتفال، بينما تبدو مراكش، في ظل مجلسها الحالي، مدينة بلا روح، وبلا نبض، وبلا قيادة ميدانية.

أمام هذا المشهد، يتساءل المراكشيون: أين المجلس الجماعي؟ وأين العمدة؟ وأين الحس بالمسؤولية تجاه مدينة تعيش أساسًا على السياحة وصورتها في الخارج؟ بين فشل تنظيم الكان، وغياب مظاهر الاحتفال برأس السنة، تتراكم المؤشرات على مجلس لم ينجح في تقديم الإضافة، ولم يرتقِ إلى مستوى انتظارات مدينة بتاريخ مراكش وثقلها الدولي.

فلكِ الله يا مراكش… مجلس جماعي خارج التغطية، وعمدة غائبة، ومدينة تدفع ثمن سوء التدبير في كل مناسبة.

فيما يلي صور استعدادات بعض المدن العالمية للاحتفالات راس السنة في غياب مراكش .